نصيحةٌ من المطران عودة إلى اللبنانيين | لا تتأثروا!

رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران #الياس عوده أننا “نمر الآن في فترة صعبة تسبق الانتخابات، وكل فئة أو حزب سيجند كل الوسائل من أجل محاربة الآخرين وتشويه سمعتهم والنيل من كراماتهم والتشكيك بصدقهم، بالإضافة إلى مدح النفس والاستعلاء”.

وأضاف: “الرب يسوع المسيح وحده يعرف نية المرشحين وإرادتهم الحسنة، لذلك على الشعب أن لا يتأثر بالدعايات الانتخابية وبالتجريح المتبادل، بل عليه النظر في برنامج المرشحين وخبرتهم وماضيهم الناصع، وإنجازاتهم ونزاهتهم وتواضعهم وعدم تبجحهم. عليه إعمال حسه النقدي، وسماع صوت ضميره وحسب، من أجل اختيار أفضل الممثلين له، بإرادة حرة وقناعة أنهم سيقودون البلد إلى الخلاص”.

وأشار عوده إلى أننا “نجد اليوم أناسا، يدعون أنهم مسيحيون مؤمنون، وينتقدون الكنيسة ورجالها، مدفوعين من مصالحهم الشخصية، أو من زعمائهم وأحزابهم، الذين ينزعجون من كلمة الحق التي تقولها الكنيسة، غير محابية وجه أحد. لقد أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي كالمزبلة، يرمي فيها كل من ظن نفسه قاضيا عادلا، نفايات أفكاره. فمنهم من يطلق الإشاعات، ومنهم من يستبيح الكرامات، وآخرون يشتمون ويهينون ويحاكمون النيات، وينصبون أنفسهم ديانين لإخوتهم، أو يتطاولون على الكنيسة، ويطوعون الإنجيل حسب أهوائهم عوض أن يطيعوه، لكن الكنيسة أم وهي تسامح أبناءها المسيئين إليها مهما فعلوا”.

 

وتابع: “إنما على أولئك أن يتذكروا أن الكنيسة، أو مجموع المؤمنين، هي جسد المسيح، وفي النهاية، أي تجن على هذا الجسد، إن لم ينكشف على هذه الأرض، فإنه سيعلن أمام ملائكة الله في اليوم الأخير، “وهناك البكاء وصريف الأسنان” كما يقول الرب”.

وأردف عوده: “على الناس ألا تنقاد وراء كل من يسخره الشيطان في ضفر أكاليل الشوك التي يحاول إلباسها للكنيسة ولإخوته. آلام المسيح وأشواكه تحولت فرحا قياميا وربيعا مزهرا، أما من جعل نفسه ألعوبة في يد الشرير، فسوف يرميه الشيطان ويتخلى عنه في منتصف الطريق، بحثا عن غيره ليوقعه في شباكه، وعندئذ لن ينجيه أحد من النار التي لا تطفأ، والظلمة البرانية والدود الذي لا ينام”.

وأضاف: “الله في وسط كنيسته فلن تتزعزع، مهما حاول البعض رمي تقصيرهم عليها، متهمينها باللامبالاة بشؤون الناس وآلامهم، ومهما حاولوا استغلال آلام مناصريهم ومآسيهم في سبيل النيل من سمعتها. الكنيسة تعترف بأخطائها عندما تخطئ، لأن العاملين فيها من البشر، لكنها من جهة أخرى، لا تطبل وتزمر عندما تعمل لخير الإنسان. الكنيسة تعمل عكس رجال السياسة والزعماء وذوي المصالح، ولا تستغل أولاد الناس ومآسيهم لتشهر بأحد، بل تبلسم الجراح بدل نكئها. فتعلموا منها، لأنها تعلمت من المعلم الأوحد، المسيح الإله”.

وختم، “هذا هو موقف الكنيسة أمام كل موجات الشر الهادرة ضدها، وهذا الموقف الذي تشجع الكنيسة أبناءها على اعتماده أمام كل عاصفة شيطانية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى