كيف يسيطر السبهان على وسائل الإعلام اللبنانية؟.

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في عددها الصادر السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، عن علاقة بين وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، وبين حدثين حصلا على قنوات لبنانية يرتبطان بالأزمة التي خلّفتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ببيان تلاه من الرياض، وسط اتهامات للسعودية بوضعه قيد الإقامة الجبرية.

وقالت الصحيفة وفق مصادر لها، إن السبهان ومن خلال حملته التي يقودها لتطويع الواقع الإعلامي اللبناني لتأييد الموقف السعودي في التعامل مع الأزمة الراهنة، يقدّم إغراءات لوسائل إعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة وإلكترونية في لبنان.

وأضافت: “مارس السبهان ضغوطاً كبيرة على محطة MTV التي امتنعت بطلب سعودي عن بثّ خطاب السيد حسن نصرالله عصر الأول من أمس”.

بينما كانت القناة، كعادتها تروّج لبث الخطاب المحدد موعده مسبقاً الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إذ تساءلت الأربعاء 8 نوفمبر في ترويجها للخطاب على موقعها الإلكتروني: ما هو الموقف الذي سيعلنه نصرالله من قرار السعودية القاضي بخوض مواجهة تهدف إلى إخراج حزب الله من المعادلة السياسية الداخلية؟

ماذا فعل السبهان في حلقة “كلام الناس”؟

وتواصل الصحيفة اللبنانية حديثها عن حملة السبهان الإعلامية ضد حزب الله وإيران وكل من يؤيدهما في لبنان، وقد أشارت إلى ما حدث مع الضيفين السعوديين إبراهيم آل مرعي و عضوان الأحمري اللذين أطلّا خلال برنامج “كلام الناس” الذي يقدّمه الإعلامي الشهير مارسيل غانم أسبوعياً على قناة LBC اللبنانية.

وتقول “الأخبار”: “فرض السبهان ضيفين على حلقة كلام الناس، أول من أمس، وتبيّن أنه كان يتواصل مع الضيفين على الهاتف خلال الحلقة. ويبدو أن الضغط نجح في منع حصول مواجهة معهما”.
يذكر أن وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي، وجّه كتاباً للنائب العام لدى محكمة التمييز، القاضي سمير حمود، طلب فيه الادعاء على سعوديَين أطلا عبر برنامج “كلام الناس” على شاشة الـ”LBCI”، ووجها إهانات بحق كل من الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزف عون، وصل إلى حد الاتهام بالخيانة والإرهاب والتهديد المباشر بالحرب على لبنان.

وكان الحريري قد غادر لبنان، الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني متوجهاً إلى السعودية، عقب اجتماعه مع مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في العاصمة بيروت.

وفي اليوم التالي (السبت)، أعلن الحريري استقالته من منصبه، عبر خطاب متلفز من السعودية، مرجعاً قراره إلى “مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكّن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.

وفي إعلان الاستقالة، اتَّهم الحريري، إيران بـ”زراعة الفتن، والتسبب بالدمار الذي حلَّ بالدول العربية التي تدخَّلت فيها”.
وتسري في لبنان شائعات كثيرة منذ ذلك الحين، لا سيما أن استقالة رئيس الوزراء ترافقت مع حملة توقيفات في السعودية، شملت شخصيات سعودية وأمراء من العائلة المالكة.

كما علمت “الأخبار” أن شركة “شويري غروب”، الوكيل الإعلاني الحصري لقناة LBC، “قررت وقف الدفعات الشهرية المستحقة في ذمتها، ريثما تنجلي صورة الموقف في السعودية، وسط تعاظم الخشية من إلغاء عقدها مع MBC الإعلامية السعودية”.

وقالت المصادر للصحيفة اللبنانية، “إن بيار الشويري، مدير الشركة، يتّكل الآن على جهود قائد القوات اللبنانية سمير جعجع لعدم شموله بالتحقيقات الجارية مع مالك MBC وليد الإبراهيم، الموقوف في الرياض منذ السبت الماضي، مع الإشارة إلى أن الشويري يمتنع منذ الأسبوع الماضي عن زيارة الرياض خشية توقيفه، بعدما سرّبت معلومات عن أن اسمه وارد في لائحة ترقّب الوصول التي تتضمن أسماء من يطلب إليهم مراجعة الجهات الأمنية والقضائية لدى وصولهم إلى السعودية.

وبحسب الصحيفة، فإن الشويري “عمد إلى إبلاغ وسائل إعلامية محلية مثل الـLBC وغيرها بقرار وقف الدعم المالي في هذه الفترة، ما جعل بعضها، ومن بينها المؤسسة اللبنانية للإرسال(LBC)، يبحث في دفع نصف راتب عن هذا الشهر بانتظار معالجة الأزمة، الأمر الذي فهمه عاملون بأنه ضغط للعمل بوحي مطالب السبهان الذي يجهد لعقد صفقات مع مواقع إلكترونية إخبارية في بيروت، ومع مجموعات تطلق حملة مدفوعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار الدفاع عن السعودية بوجه إيران وحزب الله”.

هافغنتون بوست

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى