الدبس والفريكة بدل الشوكولا والكينوا.. اللبنانيون يعودون الى مطبخ جداتهم بسبب الأزمة..

كتبت صحيفة “العرب” لم يقف اللبنانيون مشدوهين أمام الأزمة الاقتصادية التي حلت بهم وأوقفتهم في طوابير الفقر، فعادوا إلى عاداتهم القديمة في الطبخ وإعداد الطعام بوصفات الجدات، فعاد المربى المصنوع يدويا على طاولة الترويقة الصباحية بدل النوتيلا وعادت الفريكة إلى طاولة الطعام بعد أن أطردتها أصناف قادمة من عالم الأكلات السريعة.

نشأت تانيا نصر مع دبس الرمان الذي تعده جدتها، لكنها لم تصنعه بنفسها حتى الأزمة الاقتصادية في لبنان حين أعادها فايروس كورونا إلى قريتها في الجبال.

وفي مطبخ مطعم عائلتها، كثفت نصر إنتاج معلبات البرتقال وزهر الورد وزيت الزيتون والزعتر، ووصفات مجددة مثل مربى الفلفل واللوز لجذب الأذواق الحديثة. وبدأت التصدير بالفعل.

وتعكس تجربة نصر مع الطهي تحولا في تذوق الطعام مدفوعا بالأزمة بعيدا عن المدن والسلع المستوردة نحو الشركات المحلية التي تركز على الحد من النفايات وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وانخفضت الواردات من الفاكهة ومنتجات الألبان والبيض والعسل بمقدار النصف. وتراجعت شحنات الشوكولاتة بنسبة الثلثين. وظهرت بعض البدائل المحلية المستدامة مع تزايد أعداد اللبنانيين الذين يتخلون عن الاعتقاد السائد بأن المنتجات الأجنبية هي الأفضل.

وقال أنطوني رحايل، وهو مدون مهتم بالمطبخ اللبناني، “كان الناس دائما أكثر اهتماما ببيروت والمدن، لكن الاتجاه تغير بين عشية وضحاها، وتغيرت الأولويات ووجدوا أنفسهم في قراهم”.

ومنذ اندلاع الأزمة، أكد أنه رأى زراعة حقول مهجورة منذ فترة طويلة. وقال “بدلا من تناول النوتيلا، تأكل المربى الآن، بدلا من الكينوا، تأكل الفريكة، وهذا ما لم يكن يُنظر إليه على أنه مثير بما يكفي من قبل”.

ولكن على الرغم من استقبال العملاء بشكل جيد، إلا أن معظم هذه المبادرات صغيرة الحجم وتحتاج إلى دعم من السلطات للتغلب على سلسلة من العقبات. وقالت وزارة الاقتصاد إن “المنتجين المحليين لا يزالون يواجهون تحديات متعددة”، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي المستمر ومشاكل السيولة والتدفقات النقدية المرتبطة بانخفاض قيمة عملة البلاد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى