دياب | سقطت محاولة الانقلاب.. وما أردنا فعله مؤخرا هو مواجهة مؤامرة التلاعب بالدولار عبر اتخاذ قرارات توقف ابتزاز الدولة والناس

أشار رئيس الحكومة ​حسان دياب​ إلى أن “أمل ال​لبنان​يين كان بنا هزيلا ونعترف ذلك، وكانت تلك فرصة لابتسامات صفراء تراهن على فشلنا في معالجة إرتكبات حفرت عميقا في بيان ​الدولة​ والبنية الاقتصادية للبنان، وبعد أقل من شهر على انطلاق عمل الحكومة بدأ ​اللبنانيون​ يلمسون الجدية والاصرار والتصميم لدى الحكومة مجتمعة وعلى مستوى الوزراء”.

واعتبر في كلمة من ​السراي الحكومي​، أن “الحكومة تحظى بنسبة عالية من ثقة المواطنين الأمر الذي أزعج الكثيريين من الذين راهنوا على فشلها، لذلك انطلقت الشائعات وفبركة الأخبار واستمرينا بالعمل، وهناك نماذج جديدة عن الحملة المبرمجة التي تنظمها جهات معروفة بالاسم وطريقة التفكير التي لا ترتدع عن إستخدام أي وسيلة لتهشيم صورة الاخرين”.

وأكد دياب أن “الحكومة حققت الكثير لكنهم يريدون طمس الحقائق، ألا يكفي أننا نفتش حتى اليوم عن ودائع اللبنانيين الذين أهدروها؟ ألا يكفي أنهم أغرقوا البلاد في الديون الهائلة؟”، مشددا على أن “​سياسة​ الصفقات والهدر والفساد استمرت على حساب ودائع اللبنانيين في المصارف، صمتنا كثيرا رغم أننا لا نريد منافسة أحد من السابقين، لست منهم ولن أكون، ولم نكن نريد الدخول في السجال مع المعاضي الذي نعالجه نتائجه، وسط هذا الهم المالي والمعيشي، حاول البعض الاستثمار من دون أي ردع وطني عبر ضخ الاكاذيب والشائعات، وكان المطلوب منع الحكومة من أزالة الراكم الذي يخفي تحته أسرار الفساد، علموا أننا عثرنا على مفاتيح عديدة من ذلك البنيان الأسود، وهناك الكثير من ما يمكن كشفه قريبا بالوثائق والوقائع، وهذا الهيكل سيسقط على الذين يختبؤون في زواياه، لن نسكت عن تحميلنا وزر سياساتهم التي أوصلتنا للكارثة التي نعيشها اليوم”.

وشدد على أن “محاولة الانقلاب سقطتت وكل الاجتماعات السرية والعلنية وأوامر العمليات الداخلية والمشتركة في الإطاحة بورشة إكتشاف الفساد، بل كشفوا مجدداً أن حياة الناس لا تهمهم وأن هدفهم حماية أنفسهم لا التعبير عن وجع الناس الحقيقي”.

وأوضح أن “لدينا من التقارير عن الوقائع ما يكفي من معلومات، واليوم نحن أمام تحدي العودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول، لأن هناك من يعتقد أن الآوان آن للانقضاض على الثورة ويريد إستعادة مفاتيح هيكل الفساد وإعادة تحصين جدرانه كي تنطلي على الناس مرة جديدة حيلة التصرف بأموالهم التي أودعوها في خزينة المصارف، وخطة التلاعب بسعر الدولار تكمن هنا وهنا تكمن خطة الإنقلاب على الانتفاضة، لك تكن خطة الإنقلاب على الحكومة، نحن لا نريد أن نبقى من دون فاعلية، نحن لسنا مثلهم ولن نكون، لكن بكل ثقة أقول أننا لن نسمح بأن تضيع أموال الناس، الودائع بالمصارف اليوم أرقام لكن لن نسمح بأن تبقى مجرد أرقام”.

وقال دياب في كلمته: “أفقروا الدولة والمواطنين وتصرفوا بأموال الناس لكن الدولة غير مفلسة، هناك تعثر مالي لكن البلد غني بالمواطنين وبمواردها، حقوقكم محفوظة عند المصارف ومصرف لبنان والدولة هي الضامنة”، مشددا على أنه “نريد أن نصنع مع اللبنانيين التغيير، ونريد الإنتقال إلى منطق الدولة وأن نثق بدولتنا، ما نريده كثيرا جداً، ونريد الانتقال إلى منطقة الامان لكن الحواجز السياسية تعترض طريقنا لكن التغيير قادم حتما ومؤمن بقدرتنا على صناعة التغيير الايجابي في حياة الناس”.

وأوضح أنه “ما أردنا القيام به لمواجهة مؤامرة التلاعب بسعر الليرة، هو قرارات توقف إبتزاز الدولة والناس، لكن لا نستطيع صناعة التحول بسرعة من داخل أدوات النظام، لكن لن نتوقف عن فرض خيار التغيير في المسار”، معتبرا أن “الدولة تظلم أبنائها وشبابها وتحرمهم حقوقهم، عشرات الامتحانات في مجلس الخدمة المدنية لكن ام لا نتائج لا تعلن أو تعلن على ورق ولا تاخذ طريقها إلى التنفيذ، جداول الترقيات في الأجهزة الأمنية يتم تجميدها تحت حجج متنوعة، هل هكذا تقوم الثقة بين الدولة وأبنائها؟ هل هكاذا يكون منطق الدولة؟”، مشددا على أنه لا يمكن الإستمرار بالنهج السابق، نتابع جميع الملفات وسننصف شباب لبنان، والدولة يجب أن تكون لجميع أبنائها، لا فرق بينهم لا طائفيا ولا مناطقيا، نريد أن نبني دولة تحمي جميع اللبنانيين”.

ولفت دياب إلى أنه “عندما تضعف الدولة تقوى العصابات، وعندما تتراجع الدولة تظهر الدويلات، وعندما يهتز الاستقرار يتهاوى السلم الأهلي، وعندما تتوقف المحسابة يسود الفساد، لا يحتاج القضاء إلى إيعاز إلى التحرك ومصرين على أن يكون مستقلا ونزهين، وإذا أردنا دولة علينا أن ننطلق من هذه المداميك، ونحن اليوم نؤسس لمفاهيم الدولة الواحدة والعادلة، وأدعو اللبنانيين إلى المزيد من الصبر لأن المعركة مع الفساد شرسة جدا، لأن الفاسدين لن يسلموا طوعا”.

وأعلن دياب أن “المواجهة صعبة، لكن وضعنا أرض صلبة لمعركة إنتصار اللبنانيين على الفساد وإستعادة لقمة عيشكم التي سلبها الفاسدون، لنوقف التدمير الذاتي الذي يحرض عليه من لا يملك الضمير الوطني، لبنان لنا جميعا وكل حجر كلف صاحبه عرق جبين، نحن بحاجة لوقف هذا الهدر الذي لا تقل جريمته عن هدر المال العام، وفتح المطار أول الشهر المقبل سيسمح لنا بإستعادة جزءاً من الدورة الاقتصادية إلا أن ما يحصل اليوم سيزيد من المعاناة، وأدعو اللبنانيين للإمتناع عن تشويه الاحتجاجات كي نعبر المحنة ونحمي لبنان، واثق من تجاوز الأزمة لأن لبنان وجد ليبقى حرا وسيدا ومستقلاً”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى