بالصور | توزيع 100 دولار على المواطنين في عكّار

(جنى الدهيبي – المدن)

كتبت جنى الدهيبي في “المدن” الإلكترونية: في خطوةٍ فريدةٍ من نوعها على مستوى الحملات الانتخابيّة، قام متطوعون من “تيّار قاوم” بتوزيع نُسخٍ من فئة 100 دولار أميركي على المارة في عكار، الثلاثاء في 27 شباط 2018، ضمن حملة توعية للمواطنين من خطر شراء الأصوات في الانتخابات تحت شعار: “#على_ضهر_المية_دولار”.

للوهلة الأولى، ظنّ المواطنون أنّ متطوعي “قاوم” يوزعون عليهم العملة، لاسيما أنَّ مبلغ 100 دولار له رمزيته المرتبطة في ذاكرتهم بمفهوم المالي السياسي عشيّة الانتخابات. بدا المشهد سورياليّاً وصادماً في شوارع عكار حيث انتشر شباب “قاوم” على نقاط الحواجز وفي شوارع القرى والبلدات. البعض دفعته حشريته لأخذ الـ100 دولار واكتشاف لغزها، والبعض الآخر صدّق “الفيلم” قبل أن يتفاجأ بحقيقة اللعبة.

وورقة الـ100 دولار التي طبع منها تيّار “قاوم” نحو 25 ألف نسخةٍ، من جهة تحمل صورة العملة الحقيقيّة من أجل التمويه، ومن جهة أخرى طُبع عليها شعار “قاوم” وهاشتاغ “#على_ضهر_المية_دولار”، مع 6 نصوص مطبوعة جاءت على شكل ملاحظاتٍ تتناول أرقام ودراسات عن لبنان، حول الفقر والفساد والدين العام والتلوث والمطار والمجلس النيابي الممدد لنفسه.

تيّار “قاوم” الذي بدأ عمله السياسي شمالاً في 9 نيسان 2017، وقدّم نفسه قوّة تغييريّة جديدة ستخوض الانتخابات تحت مظلّة المجتمع المدني في عكار وطرابلس والمنيّة والضنيّة، يشرح رئيسه علي عمر في حديثٍ إلى “المدن” سبب إقدامهم على اتّباع هذا النوع من الحملات الانتخابيّة لتحذير المواطنين من الكوارث الناتجة عن انتشار ثقافة المال الانتخابي، الذي تسعى من خلاله أحزاب السلطة إلى تكريس مفهوم سهولة شراء صوت المواطن. فـ”الفكرة على بساطتها كان تأثرها كبيراً، وهي تساعد في الحدّ من تكرار مهزلة شراء الذمم، والتوعية على المصائب التي أورثتها سياسة المئة دولار”.

يصف عمر الحملة التي يخوضها “قاوم” بـ”التوعية الصادمة”. إذ يُدرك أنّ المواطن اللبناني لا يحب أن يقرأ النصوص الإنشائيّة والمطولات في البرامج الانتخابيّة، “بينما نحن باعتبارنا تيّاراً مدنيّاً جديداً يملك رؤيةً ومشروعاً، نسعى إلى تقديم أفكارنا بطرق جديدة وصادمة تجبر الناس على قراءتها والتفكير فيها، حين نضعهم أمام صعوبة واقعهم وحساسيّته”.

في كانون الثاني 2018، قدّم “تيّار قاوم” معرضاً في طرابلس وعكار تحت شعار “تقدّمنا لَوَرا..”، وشهد إقبالاً واسعاً لغرابة شعاره الذي وصف التقدّم في لبنان بالرجوع إلى الوراء بدل المضي إلى الأمام. فقد سلّط المعرض الضوء على المشاكل التي يشكو منها لبنان عموماً والشمال على وجه التحديد، وقدّم فكرته بأسلوبٍ فنيّ عبر الرسومات واللوحات والمجسمات والوثائق التي تتحدث عن حقيقة تقدم مرافقنا وحياتنا إلى الوراء.

من خلال هذا المعرض، “أردنا أنّ نقول إن وضعنا في السابق كان أفضل بكثير من اليوم. فقبل 50 عاماً كان لدينا مطار القلعيات، وسكة قطار، ومرفأ، ومناطق صناعية وغيرها العشرات من المرافق التي لم تعد موجودة. كلّ ذلك، إلى جانب التدهور على مستوى الفساد والمديونية والتلوث..”.

هل تجدون تفاعلاً من الناس؟ يجيب عمر: “حملتنا نوعيّة وتقدميّة وغير مستنسخة عن الحملات التقليديّة التي لم تعد تجدي نفعاً. ونحن بدورنا، نريد أن ننشر ثقافة جديدة بين المواطنين، تحثّهم على الاقتناع بأنّ مطالبهم وحقوقهم يجب تحصيلها من الدولة ومؤسساتها، لا أن تكون على شكل تنفيعات من تيارات وأحزاب سياسيّة”.

الانتخابات بالنسبة لـ”قاوم” هي محطّة رئيسيّة، لكنّها ليست النهايّة. “السياسة مسارٌ طويل، وهي ليست خدمات وتوزيع أموال. وهدفنا لا يقتصر على إيصال تيّارنا إلى المجلس النيابي، إنّما على ترسيخ فكره ونهجه في العمل السياسي مستقبلاً”.

نواة لوائح تيّار قاوم مع المجتمع المدني في عكار ودائرة الشمال الثانيّة غير مكتملةٍ بعد. فـ”نحن نفتش عن أشخاص يشبهوننا وننسجم معهم، لأنّ موضوع اختيار مرشحي اللوائح ليس سهلاً”.

إلى ذلك، يتابع “قاوم” حملة #على_ضهر_المية_دولار الأربعاء في 28 شباط في شوارع طرابلس، على أن يستكملها الخميس في 1 آذار 2018 في المنيّة والضنيّة. و”من المرجح أن نطبع نسخاً إضافية من المئة دولار بعدما لمسنا تفاعلاً إيجابيّاً من الناس لم يكن متوقعاً بهذا الحجم”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى