قاوم الفيروس العدواني عشرة أيام فقط… H1N1 قضى على جوزف

كتبت أسرار شبارو في جريدة النهار: من رشح بسيط الى اكتشاف اصابته بـ #انفلونزا_الخنازير، عشرة ايام في المستشفى قاوم خلالها الموت قبل ان يسلم الروح صباح عيد #الميلاد المجيد، هو جوزف عبد النور صخرة عائلته وسندها كما وصفته شقيقته كلير.

48 عاماً مرّ جوزف فيها على الارض، قبل ان يختاره الله عند الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الاثنين الماضي، رحل ابن الزاهرية -طرابلس تاركا اجمل اثر في قلوب كل من عرفه، فهو الشاب الكريم، المعطاء، الذي شعر فجأة برشح وضيق تنفس، ثلاثة ايام احتمل المرض قبل ان يزور الطبيب ويطلب منه الاخير الدخول الى المستشفى دون تأخير” قالت كلير قبل ان تضيف: “رفضت مستشفيات عدة في بيروت والشمال استقباله بحجة عدم وجود اسرّة في العناية الفائقة، الى ان استقبلته مستشفى المنلا في #طرابلس”.

حلم لم يتحقق

بعد خضوعه لتحليلات وزرع، تبين ان جوزف “مصاب بفيروس H1N1، تعبت عضلة قلبه ورئتيه، وضع له الاطباء آلة تدعى ecmo على امل ان يستعيد عافيته، لكن للاسف لم يصمد سوى اياما، قبل ان يطبق عينيه ويفارقنا للابد” قالت كلير والغصة لا تفارق كلماتها، واشارت” لا كلمات تصف هول خسارتنا، فجوزف وحيد عائلتنا، كان بالنسبة لي ولشقيقتي محور حياتنا” لافتا” لم يكتب لشقيقي ان يحقق حلمه ان يتزوج ويؤسس عائلة، شاء القدر ان يُخطف من بيننا في عجل”.

هوى جوزف الصيد البري والبحري، وقد التقط الفيروس في لبنان بحسب ما قاله المدير الطبي لمستشفى المنلا عمر مولوي مؤكدا في اتصال مع “النهار” ان” H1N1 هو نوع من الكريب، لا يؤثر على جميع المرضى بذات الدرجة، وفيما يتعلق بحالة جوزف قام الاطباء بكل ما في وسعهم لانقاذه، لكن للاسف لم نستطع السيطرة على الوضع فقد كانت حالته متقدمة، اصيب بالتهاب في قلبه ورئتيه، وضعنا له آلة الـ ecmo التي تعمل بدلاً من القلب والرئة ومع هذا فارق الحياة”، كما اكد مصدر في وزارة الصحة لـ”النهار” ان” الوزارة تبلغت بحالة جوزف، وهي حالة معزولة، ولا شيء يدعو للهلع”.

عائلة واحدة

شرح البروفسيور جودي باحوس الاختصاصي في الامراض الصدرية في مستشفى القديس جاورجيوس، في ل”النهار” أن “عائلة واحدة تجمع الانفلونزا العاديةH3N2 والخنازيرH1N1 ، وعوارض واحدة، منها: حرارة، رشح قوي، سعال، ووجع في الجسم، لكن H1N1 أكثر عدوانية، اذ لا يتوقف به الأمر على ذلك بل يضرب الرئة ويؤدي الى التهابات قوية. أي فيروس يمكنه ان يؤدي الى ذات العوارض، لكن كون H1N1 جديد والمناعة عليه متدنية يكون اكثر عدوانية من الفيروس العادي”.

لذلك تجب الوقاية منه كما ورد في بيان وزارة الصحة سابقا والذي جاء فيه ان” الإنفلونزا تنتقل من الشخص المصاب عبر السعال والعطس وبواسطة الأيدي. لذلك ينصح بتغطية الأنف والفم بمناديل ورقية اثناء السعال والعطس والمداومة على غسل الأيدي. كما ينصح بالتلقيح ضد إنفلونزا الأطفال (فوق الستة أشهر) والنساء الحوامل وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والعاملين الصحيين”.

لا أدوية جذرية

المرض الذي يبدأ بذات عوارض الانفلونزا العادي لا توجد ادوية لعلاجه بحسب باحوس” نستعمل دواءً مساعدًا لمحاربته لا نعلم مدى فعاليته، الفيروس لا يتفاعل مع مضادات الالتهابات، وهناك اسباب موجبة لاعطائها للمريض. ولكي لا تنقل العدوى الى افراد عائلة المريض، نعطيهم لقاح الانفلونزا العادية، لكن لا يوجد اثباتات علمية عن ان النتائج التي سنصل اليها جذرية”. ولفت الى انه “من الممكن أن يؤدي فيروس H1N1 الى الموت، اذا أصاب الرئة وتفاعلت معه بقوة، وتوقفت عن عملها بشكل طبيعي”، وهذا ما أكده بيان وزارة الصحة سابقا و الذي جاء فيه “بالنسبة الى العلاج: إن معظم حالات الإنفلونزا تتماثل للشفاء ولا تحتاج إلا إلى مخفّضات الحرارة والإكثار من تناول السوائل، والراحة. ولكن بعضها قد يتسبب بمضاعفات خطيرة، خصوصاً لدى الأطفال دون الخمس سنوات وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل، الأمر الذي يستوجب مراجعة الطبيب فور ظهور صعوبة في التنفس أو أي مضاعفات أخرى أو في حال استمرار الحرارة مرتفعة لأكثر من خمسة أيام. كما يتوجب على المصاب التغيب عن الدراسة أو عن العمل وملازمة المنزل الى حين الشفاء”.

على الرغم من ان شمعة عبد النور انطفأت باكراً الا أن شعاعها سيبقى في قلوب كل من عرفه وسيبقى يضيء درب محبيه وان من بعيد!

(أسرار شبارو- النهار)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى