وزير الداخليّة عازبٌ تزوّج القضاء.. المولوي | سأنظّم الانتخابات ولن أتدخّل فيها

يستقبلك وزير الداخليّة والبلديّات القاضي بسام المولوي في مكتبه، بعد اجتماعٍ وقبل آخر. مواعيده مزدحمة من الصباح وحتى المساء، حين “يسرّب” الى طرابلس حيث يقيم مع والدَيه، هو العازب الذي تزوّج القضاء كما يقول.

ليست عزوبيّة الوزير خياراً، ولكنّها “قسمة ونصيب”، وهو يكتفي بالابتسام حين نسأله عمّا إذا كان النصيب سيهجم بعد الوزارة. ولكنّ الخيار هو أن يعمل ستّة أيّامٍ في الأسبوع، من الصباح حتى المساء، مع متابعة ليليّة للتطورات الأمنيّة، ليكتفي بيوم راحةٍ عائليّ “لا أخلع فيه البيجاما، ولا ألتقي فيه إلا أفراد العائلة، بلا واجباتٍ واستقبالاتٍ وسياسة” يجزم بأنّه لن يدخلها من باب الانتخابات النيابيّة.

لا يعتمد المولوي في كلامه “لهجة” وزراء الداخليّة، وفق الصورة النمطيّة عنهم. هو هادئ، يقول الأمور كما هي، وإن أراد عدم التسمية يوضح ذلك بشكلٍ مباشر. يسكنه القضاء الذي يعود للكلام عنه مراراً، مستعيناً بتجربةٍ عاصر خلالها كباراً، وتعاطف فيها مع المظلومين.

ويكشف أنّ تسميته وزيراً جاءت باقتراحٍ من رئيس الحكومة وبموافقة أكثر من فريق، وهو ما لم يتوفّر لأسماء عدّة طُرحت قبله. “أبلغني الرئيس نجيب ميقاتي بالأمر ولم أتردّد، وكنت واثقاً من قدرتي على النجاح، خصوصاً في الملفّين الأساسيّين: الانتخابات والأمن”.

يتحدّث المولوي بإسهابٍ عن الملفّين، وهو سيفعل ذلك في إطلالته التلفزيونيّة الطويلة الأولى مع الإعلامي مارسيل غانم في “صار الوقت” غداً الخميس، عبر شاشة mtv.

ولكن، يُختصر الأمر بقرارين لوزير الداخليّة: “لن أتدخل في الانتخابات إلا من الناحية التقنيّة” أي أنّه لن يعطي رأيه لا في القانون ولا في أيّ تفصيلٍ آخر، بل سيكتفي بمهمّة التنظيم. أما الموعد المتوقّع للانتخابات، كما مصير الانتخابات البلديّة والاختياريّة فسيكشفهما لـ “صار الوقت”.
والثاني: الاهتمام بالأمن، مع تأكيده أنّه ممسوك الى حدٍّ بعيد والأجهزة الأمنيّة تقوم بواجباتها وهي على درجة عاليّة من الجهوزيّة، وسيعمل على تعزيز الدوريّات قدر المستطاع.

ومن الملفات التي يتابعها المولوي ملف إدارة السير، وخصوصاً المعاينة الميكانيكيّة التي يشدّد على أنّ الشركة الملتزمة تشغيلها تعمل خارج القانون. وإذ يرفض أيّ تمديد يشرّع وضع الشركة، يكشف عن مناقصة سيطلقها قريباً لتلزيم المعاينة، طارحاً أكثر من فكرة في هذا المجال.

يقول الوزير الذي يعرف الدولة عن قرب إنّه لم يتفاجأ سلبيّاً بأيّ أمر منذ دخوله الوزارة. “كنت أظنّ أنّ الوضع أكثر سوءاً”. إلا أنّه تفاجأ إيجاباً بمهنيّة الأجهزة الأمنيّة وبمتابعتها الدقيقة، على الرغم من صعوبة الوضع.

ويتابع المولوي أيضاً ملف البلديّات. “هناك عمل كبير يجب أن نقوم به في بيروت”. يطرح هنا أكثر من فكرة تدلّ على تعمّقه السريع في ملفات المدينة. “نتابع أيضاً وضع طرابلس، ولو أنّ هناك أكثر من مشكلة على صعيد رئيس البلديّة والمجلس البلدي”. ويتابع: “أما في صيدا فالمشكلة الأكبر هي موضوع النفايات”، كاشفاً عن تنسيقه مع وزير البيئة على صعيد ملف النفايات في لبنان كلّه.

ويركّز المولوي على ضرورة “شدشدة” وضع المحافظين الذين يعجز بعضهم عن فرض هيبته حتى على رجال الأمن.

تكتشف بعد جلسةٍ طويلةٍ مع وزير الداخليّة أكثر من صفةٍ إنسانيّة لديه. هو شفّافٌ وصادق ومتواضع. هو يبحث عن النقد أكثر ممّا يسعى الى الإطراء. يدرك جيّداً أنّ الكرسي الذي يجلس عليه لن يدوم له. وهو منفتح يجيد اللغتين الفرنسيّة والإنكليزيّة بطلاقة، “فأنا تلميذ الفرير، وشقيقاتي تعلّمن عند راهبات العائلة المقدسة”.
يرافقك الوزير القاضي حتى الباب ويسألك عن انطباعك، بعد اللقاء الأول معه، كدليل حرصٍ على صورته. الشهادة في هذه السطور…

المصدر : داني حداد – mtv

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى