تجربة إعلاميّين مع ‘كورونا’ | ‘غباء وتخلّف’… والصراخ يملأ المستشفى

إذا كان الخوف من جهنّم سياسيّاً واجتماعيّاً يخطف أنفس اللبنانيّين، فكونوا على ثقة أن جهنّم الصحّي، نتيجة انتشار كورونا وانهيار القطاع الطبّي، سيقطع نفسهم بكلّ ما للكلمة من معنى.

فالفيروس الذي يضرب ضربته في لبنان، وبات يسجل أعدادا مرعبة في الأيام الأخيرة، بات ينذر بكارثة تلوح في الأفق، حتى بتنا نسمع عن إصابة شخصيات سياسية وأخرى إعلامية وفنية بالفيروس، بعضهم لم يتوان عن إعلان الخبر وتحذير مخالطيه، بينما أبقى آخرون على إصابتهم طيّ الكتمان.

خبر إصابة الإعلامي بسام أبو زيد بفيروس كورونا شكل صدمة للبنانيين، فالصحافي المحبّب كان ودّع المشاهدين بغصّة للانتقال إلى شاشة عربية خارج لبنان، ليتبين بعد أيام أنه مصاب بكورونا.

يروي أبو زيد، في حديث لموقع mtv الالكتروني، كيف شعر بعوارض الفيروس وخضع سريعا لفحص PCR أتت نتيجته إيجابية، فتواصل مع الأطباء المقربين منه، واتبع التعليمات، كما أنه لم يتأخر عن إبلاغ جميع من خالطهم في الأيام الأخيرة بإصابته، علماً أنه لم يعلم مصدر العدوى، ولم يسعَ لذلك، “فما حصل قد حصل”، وفق قوله.

لا يُخفِ أبو زيد الخوف الذي انتابه على عائلته خصوصا، رغم ان العوارض التي شعر بها كانت خفيفة ولم تحصل اي مضاعفات تستلزم دخوله المستشفى.

“الفيروس منتشر والجميع معرّضون للإصابة به”، يقول أبو زيد، رغم تأكيده أن أخذ الاحتياطات أمر لا بدّ منه، فالكمامة ضرورية، والاختلاط يجب تفاديه قدر المستطاع، إضافة إلى الحفاظ على التباعد الاجتماعي.

ويضيف: أشكر الإعلاميين والزملاء والاصدقاء وجميع الذين تضامنوا معي واطمأنوا عليّ، إلا أن ما فاجأني كان كيفية تعاطي نسبة كبيرة من اللبنانيين مع موضوع إصابتي، حيث أظهروا تخلفا كبيرا في التعاطي مع المصاب، لا بل نسبة كبيرة من الغباء والتخلّف، حيث أنني تلقيت اتصالات فيها الكثير من العتب وكأنني اقترفت جريمة، وأخرى فيها حشرية لا توصف، “البعض في لبنان يحتاج إلى التثقيف وإلا مستحيل نعمل بلد”، وفق تعبيره.

في 28 أيلول المنصرم كان من المفترض ببسام أن يغادر لبنان لبدء مشوار جديد من على شاشة عربية، إلا أن إصابته أجبرته على إرجاء الرحلة، وها هو يستعد اليوم للسفر في الاسبوع المقبل، بعدما خضع السبت الفائت للفحص من جديد وأتت نتيجته سلبية.

من جهة أخرى، كانت تجربة الإعلامية ناديا بساط مع فيروس كورونا مختلفة، لا بل مضاعفة، فبعد إصابة ولديها الموجودين في الخارج بالفيروس في آذار الماضي، ها هي تحارب الفيروس بنفسها اليوم، حتى أنها اضطرت لدخول المستشفى ليومين.

تشير بساط، في حديث لموقع MTV، إلى انها لم تَخَف في البداية لان العوارض كانت خفيفة، حيث كانت تشعر بالتعب الشديد والرغبة في النوم لا أكثر، إلا أن الأمور تغيرت في ما بعد حيث ازدادت حدة العوارض مع شعور بضيق بالتنفس واوجاع شديدة في الكلى والعظام، “وحسّيت فعلا إني رح موت”، وفق قولها.

بقيت بساط في المستشفى لـ48 ساعة بسبب تراجع نسبة المياه في جسمها بشكل كبير، إلا ان ما سمعته هناك جعلها تدرك خطورة الفيروس وما ينتظرنا في الايام المقبلة، حيث ان صراخ الموجوعين كان يملأ المكان، وسط تراجع أعداد الأسرّة الشاغرة.

حتى اللحظة، هي لا تعلم مصدر العدوى، خصوصا أنها تلتزم المنزل منذ فترة، رغم أنها ترجح أن تكون التقطتها من عاملة المنزل، وهي وجهت نداء إلى المواطنين بوجوب عدم الاستخفاف بالفيروس والامتناع عن الاختلاط وعدم المشاركة في اي نوع من المناسبات والاعياد، مضيفة: “ما تسلّموا عحدا، وما تستحوا من حدا، حطّوا كمامتين بدل الكمامة، أجّلوا مشاريعكم وضهراتكم لتقطع المرحلة وحتى ما نروح عكارثة”.

المصدر : سينتيا سركيس – MTV

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى