الشاب الجنوبي علي أحمد يروي تفاصيل الاعتداء على سيارته مع زوجته وأطفاله في منطقة صور…. فماذا حل بصغاره وماذا حصل بالسيارة الأخرى التي كانت فيها قريباته أيضا؟

“” رغم كل المآسي والويلات التي يعيشها لبنان على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والنقدية، ناهيك عن التأزم السياسي المزمن فيه، ما زال المغتربون يتوافدون الى أرض الوطن… لم تنههم عنه التهويلات والترويعات…. ولكن أما آن لهذا لوطن الذي يتغنى بمغتربيه ويعتبرهم “عاموده الفقري” في كل نهضة يسعى اليها وبمقيميه الصامدين على أرضه والقابضين على “جمر الانتماء” أن يبادلهم ما هم بحاجة اليه من أمن وأمان أقله؟

قبل ايام قليلة، عاد المهندس الجنوبي المغترب علي أحمد الى أرض الوطن مع عائلته… ترافق مع زوجته وابنائه الثلاثة الى منزله في بلدة المنصوري الجنوبية، “فهنا الروح تتنفس من جديد”، حاله كحال الكثيرين من المغتربين الذي يصلون الى الوطن المكلوم، إلا أن ما حصل معه ليل أمس وعلى مرأى وعلم من الأجهزة المعنية جعله يتساءل: “أهذه هي الرسالة التي تريدون ايصالها لنا؟ أن منطقة صور التي نحب ونعشق هي منطقة غير آمنة تحكمها المافيات؟”

فففي اتصال مع “موقع يا صور”، روى أحمد تفاصيل ما جرى معه ليلة أمس الأربعاء، “عدت من نيجيريا مع عائلتي قبل حوالي العشرة أيام….. نحن معتادون على الاوضاع الأمنية الحساسة ولكن لم نتوقع ان نعيش أسوأ منه في منطقتنا… كنت في سهرة عائلية في منطقة العباسية، وقرابة الساعة الثانية عشر والربع بعيد منتصف الليل، توجهنا عائدين الى المنزل في المنصوري. كنت انا وزوجتي وطفلان في سيارتي، وكان ابني الثالث في سيارة خالته وعمتي. وصلنا الى مفرق برج الشمالي (حيث تتوجهين منه الى المساكن أو تتابعين المسير نحو الحوش). رأينا تجمعات لعشرات الشبان. اعترى الخوف زوجتي وطالبتني بالعودة، الا اني لمحت اكثر من شخص بزي قوى الامن والاجهزة الامنية. فهدأت من روعها وتابعت السير على مهل، معتبراً أن “الأمن” محفوظ وان تجمعهم قد يكون بانتظار “البنزين” في المحطة الموجودة. سيارتي “مفولة” بنزين، ولم اكن لاريد التزود بالمحروقات ليلاً برفقة عائلتي. وصلنا الى تقاطع الطريق عند المفرق، لنفاجأ بهجوم عدد منهم على سيارتي. كانوا بمعظمهم عراة الصدور. انهالت علينا الشتائم واهانة العزة الالهية، وبتنا رهائن لديهم في الطريق”.

وتابع/ “بناء على خبرة بمثل هذه الاحداث في لاغوس حيث نعيش، ضبطت اعصابي وكل همي كان تهدئة خوف زوجتي وطفليً معي وفي السيارة التي كانت خلفنا. توجه أحدهم بلطف، ودافع عنا، مطالباً الاخرين الذين طالبوا بقطع الطريق علينا وعلى السيارات الموجودة خلفنا بأن يسمحوا بعبورنا. تم تكسير واجهة السيارة الامامية، لتكون فداء لنا. كان الشخص لطيفاً كفاية أن اقنعهم بعبورنا، وراح يعتذر مني. اكدت له اني لا اريد اعتذاراً، بل تأمين مرور أخ زوجتي وعمتي وطفلي معهم في السيارة خلفنا، فعبرنا”.

مجدداً تأكيده أن الضرر النفسي الذي لحق باطفاله أهم بكثير من اي اصابة قد تلحق بسيارته او به حتى، تساءل الشاب الجنوبي علي أحمد، “أنا ابن المنطقة وابن هذه البيئة … تخرجت من الجامعة العربية وأنا اتباهى أمام اصدقائي من بيروت والشمال ومختلف المناطق بمنطقة صور، ولكن كيف لنا ان نشرح ما حصل معنا؟ قد نكون نجونا نحن، ولكن من المسؤول عن كف اذى هؤلاء عن الكثير من الاخرين؟ من يحمي أمن الوطن والمواطن في صور؟ أطفالي يطالبونني بالعودة الى افريقيا اليوم قبل الغد. نعم قلتها واكررها، من حرقة قلبنا، صور منطقة غير آمنة،صور مدينة تحكمها المافيات” !!

وعن تواصل القيمين على السلطات المحلية في المنطقة معه أو طلب استيضاح ما جرى معه، أكد المهندس علي أحمد أن لا احد تواصل معه، وانه ليس ساعياً الا لحماية آخرين قد يتعرضون لما تعرض له مع عائلته ولا يكونون محظوظين للنجاة بأرواحهم وارواح احبائهم اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه….

هذا وكان قد نشر علي احمد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:

أعلن صور منطقة غير آمنة،صور مدينة تحكمها المافيات،صور وضواحيها طبعًا،حتى ولادك وزوجتك بالسيارة معك لا يشفعون لك،الأخلاق مفقودة والدين مفقود والرجولة مفقودة،تتعرّض إنت ومرتك وولادك لهيك إعتداء لمجرّد إنك قاطع على مفرق برج الشمالي بالصدفة هيدي إسمها بلطجة،ترويع الأولاد وتكسير السيارة والشتم طالع نازل من دون أي سبب هيدي لا بيقبل فيها لا الله ولا عباده،مئات الشباب المحششة المحبحبة بالزلط على بعد أمتار عن أعين الدرك وأمن الدولة،هذه الحالات لم تحدث من قبل..أنا مرقت معي على خير،مع غيري وقريبًا جدًا سنشهد بركة دماء. ما رح سب الدولة ولا أحزاب المنطقة بس في الله..

المصدر : عبير محفوظ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى