قريبة الشاب الجنوبي ‘عباس’ تروي تفاصيل جديدة عن حيثيات اختطافه وما فعله الجناة…. وأمه | ‘يا ريتو ما إجا’!

“نشر موقع النهار:

هي ليست القضية الأولى من نوعها، فعمليات ال#خطف تأخذ رواجاً في لبنان، وتنشط بين الحين والآخر.
في يومين متتاليين، حُكي عن عملية خطف على أوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية، وقد انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ذهول الناس من تنفيذ العملية أمام المارّة، فيما لم تُعرف حتى الساحة هوية المخطوف ولا الأسباب.

ولم تمضِ 24 ساعة، حتى انتشر خبر لعملية خطف أخرى استهدفت المغترب اللبناني عباس الخيّاط في مكان سكنه العائلي في قريطم منذ أيام. وحتّى اليوم، لم يُعرف مصيره بعد.

تقول ابنة خالة المخطوف ريف سليمان في حديث لـ”النهار”، أنّهم ما زالوا “ينتظرون خبراً أو تفصيلاً يُثلج قلوبهم عن حالة عباس لكي يفهموا ما جرى ويجري ويتّخذوا الموقف والتدبير اللازم، إلّا أنّهم حتى الساعة ينتظرون المجهول، فلا خبر أو مصارحة حتّى من القوى الأمنية”.

ولدى سؤالها عمّا إذا تواصل الخاطفون مع العائلة، شدّدت سليمان أنّه “لا يحقّ لهم التصريح بذلك إلّا للقوى الأمنية”، مؤكّدة أنّ “خلفيات الخطف ماديّة فقط، ولا يوجد أيّ أسباب أخرى كالثأر أو مشاكل شخصيّة”.
وأشارت إلى أنّ “الخاطفين ترصّدوا عباس الذي تظهر عليه علامات البحبوحة من خلال نوع سيارته ومكان

سكنه ومظهره، وهذا ما لا يمكن إخفاؤه”.
وكشفت ريف أنّ عباس اقتيد إلى منطقة #البقاع من دون أن يعرفوا إلى أيّ بلدة تحديداً، مناشدةً “عشائر المنطقة وأحزابها التدخّل والتحرّك للعثور على عباس”.

وتحدّثت بحرقة عن والدة عباس ابن الـ39 عاماً، واصفةً الصدمة التي تعيش فيها منذ لحظة اختطافه. فعباس بحسب ريف، وصل إلى لبنان آتياً من الغابون في 31 كانون الأول 2021 لتمضية عطلة الأعياد مع عائلته، لكنّ فرحتهم لم تكتمل، وكلّ تمنيات والدته بأن يعود إلى حضنها وتفرح به، ذهبت أدراج الرياح وباتت تقول اليوم “يا ريتو ما إجا”.

يُذكر أنّ عباس الخيّاط اختطف أثناء عودته ليلاً إلى منزله في قلب #بيروت، فجر يوم السبت الفائت، من قبل ٥ شبّان انتحلوا صفة رجال أمن وفرّوا به بعدما اقتادوه من منطقة قريطم حيث مكان إقامته.

قضية عبّاس تعيد إلينا حالة اللا أمان التي يعيشها اللبنانيون اليوم، وسط توسّع رقعة الخلل الأمني وازدياد جرائم الخطف وال#سرقة والقتل، حيث بات المواطن يسير منتظراً ساعة حتفه، لأنّه لا يشعر بالحماية ممن يجب أن يحموه، أو يقرّر حماية نفسه بنفسه، فيذهب إلى خيار السلاح. وهنا تكمن الخطورة الكبيرة في انتشار مفهوم الأمن الذاتي بديلاً عن الأمني الرسمي.

المؤسف أنّ عصابات الخطف باتت معروفة بالأسماء والعناوين، لكنّ مصيبة ما يُعرف بـ”الأمن بالتراضي”، جعلت هؤلاء يتمادون في إجرامهم، وشجّعت آخرين على المضي في هذا الطريق.

واليوم، تدفع الظروف الاقتصادية والاجتماعية إلى المزيد من الانفجار الأمني، وفتح المجال أمام تلك العصابات لجذب ما تيسّر من شباب عاطلين عن العمل وإدخالهم في متاهة هذه الأعمال الإجرامية، وبالتالي توسّع رقعتها لتشمل مناطق مختلفة من لبنان، وقعت آخرها في بيروت.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى