التكتيك الديموغرافي لداعش
الصحافية فاطمة جواد بيضون :
لم يعد العالم بأثره يعلم ما يحدث بكواليس الدراما الداعشية ،
أتحالفات ، ام دعم ، لقاءات ، إنتقام …!!؟؟
فهذا التنظيم او الدولة كما يطلق على نفسه لم ينبت من فراغ ،
فهو يدور في افق اﻷكذوبة السياسيه للولايات المتحدة فتارة نرى ردود الفعل المستنكرة لداعش وطورا نرى الدعم الغير علني وبطرق شتى ، التي تسعى نهايتها بلا شك الى انهاء داعش بعد ايدائها لدورها في تفكيك العرب وتشويه صورة اﻹسلام وخاصة عند الغربيين ، ونهوض المشروع الصهيوامريكي…
إن ما يحدث في فرنسا اليوم يعيدنا 14 سنة للوراء ؛
ففرنسا، مثل الولايات المتحدة ، فبعد احداث 11 سبتمبر 2001 ،لجأت فورا وتحت حجة حقوق مواطنيها لتصعيد المضايقات والمراقبة على المسلمين .
وفي هذا الاطار قام الرئيس فرانسوا هولاند ، وتعهد بالانتقام الدموي في حرب “بلا شفقة” ضد داعش.
فأصبحت هيستيريا الانتقام تضرب مجددا في الغرب . وعلى الفور،خلع الغرب الثوب الحضاري الخادع وحلّ مكانه التزام متجدد من الانتقام والوحشية في وجه وحوش ما يعرف بالدولة الاسلامية داعش.
وإذا كان الأمر كذلك ولم تفلح الحرب في هزيمة داعش…فما الذي سيحصل؟
علينا اولا أن نحاول فهم طبيعة وقضية الآلاف الذين تتمكن داعش من جذبهم اليها…
فهناك العديد من الذين يعتبرون ان داعش هي الام الحنونة والحضن الدافئ ، فيلجأون اليها وتستقبلهم برحابة صدر ، وتذرع بعقولهم وقلوبهم أهدافها ليس أكثر ..
وخاصة انهم عاشوا حياة الذل والفقر والحرمان في بلادهم .
فبعض السنة في العراق وسوريا ترى في داعش الخيار الأفضل في الوقت الراهن. ويرون انها تقدم شكلا من أشكال الحماية من الحكومة التمييزية الشيعية في بغداد، والميليشيات الشيعية في العراق التي لا ترحم، ونظام الأسد في سوريا بنظر البعض نظام حرمان وتعسف كذالك.
اما بالنسبة للجهاديين الذين ينضمون لداعش من الخارج، قد يكون لديهم مظالم مشروعة مع الفظائع الغربية، والطغاة المدعومة من الغرب، ونهب الغرب لموارد الطاقة في المنطقة. وكذلك أولئك الذين تاثروا بالتطرف الوهابي الديني، والذي نشأ في مساجد حليف الولايات المتحدة وهو المملكة العربية السعودية، وكان مدعوما من قبل الولايات المتحدة في أفغانستان في 1980.
ففي ليبيا مثلا وفي استطلاع للراي برز عدة اسباب لانخراط الشباب خاصة في صفوف التنظيم . وأولئك المتعاطفين معهم إلى الرغبة في إقامة دولة إسلامية مثالية، أو نيل الشهادة.
وبالنسبة للمقاتلين الغربيين في صفوف الدولة الاسلامية يعود الدافع لديهم الى التهميش الاقتصادي والاجتماعي والتمييز المذهبي الذين يعانون منه في بلادهم.
ففي فرنسا مثلا، كانت العنصرية ضد المسلمين موثقة جيدا،
وهناك افراد قد يتعرضون للمضايقة من قبل الحكومات الغربية،تصل بهم المضايقات بنهاية المطاف إلى مرحلة اللاتحمل فيقررون الانضمام الى داعش .
….. لكن إعلموا أن قصف منطقة الشرق الأوسط وزيادة التمييز ضد المسلمين سوف تؤدي إلى تفاقم الإرهاب ليس أكثر .
لن يتم هزم داعش إلا عبر القضاء على الظروف التي سمحت لها بالازدهار .
وبعد 14 سنة من “الحرب على الإرهاب”كل السياسات ادت الى تفاقم الإرهاب
اسئلة كثيرة تثار حول هذا الملف ولعل ابرزها هل فعلاً ان الغرب على راسهم الولايات المتحدة الامريكية لديها النية الحقيقية في التخلص من الارهاب ؟؟؟؟ وهل حقاً انهم يحاربون الارهاب ام ان شعارهم ينطوي تحته الكثير من الامور المبهمة ؟؟؟؟؟ وهل من مصلحة الغرب ايضا التخلص من الارهاب في المنطقة ؟؟؟؟ …كل هذه التساؤلات تدفع بالشك في نية الغرب الحقيقية للتخلص من داعش ..