بن سلمان يحصر الأضرار.. هكذا سيتحرّك بعد وصول الحريري بيروت

رأى المحلل في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ديفيد إغناتيوس أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعمل على الحد من الأضرار التي أحدثها الانفجار السياسي المزدوج الذي هز الرياض قبل أسبوعين، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تحقيق الاستقرار في السعودية والمنطقة.
واعتبر إغناتيوس أنّ القنبلة الأولى انفجرت بعد توقيف نحو 200 أمير ووزير ومسؤول سعودي متهماً بقضايا فساد، كاشفاً، نقلاً عن مسؤول سعودي بارز، أنّ بن سلمان سيعمل على تسوية ملفات عدد كبير من الموقوفين من دون اللجوء إلى القضاء.

أمّا الانفجار الثاني، فتمثّل باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض، بحسب إغناتيوس، الذي نقل عن مصادر قولها إنّ القرار اتُخذ بضغوط من بن سلمان.

وحذّر إغناتيوس من أنّ استقالة الحريري خاطرت بتهديد الاستقرار في لبنان وبالتالي اتساع نفوذ “حزب الله”، أي حصول عكس ما تريده السعودية، مذكّراً بأنّ السعوديين وافقوا على سفر الحريري إلى فرنسا قبل عودته إلى لبنان.

في هذا السياق، قال إغناتيوس إنّه يبدو أنّ حادثة الحريري قد أقنعت واشنطن والرياض أنّهما يخدمان مصالحهما بشكل أفضل في ظل مناخ مستقر في لبنان، وذلك على الرغم من أنّ هذه المقاربة تتطلّب التعاون قليلاً مع “حزب الله”.

ونقل إغناتيوس عن مسؤول سعودي قوله إنّ المملكة تخطط للتعاون مع الولايات المتحدة لدعم مؤسسات الدولة اللبنانية، ما من شأنه أن يقلّص تدريجياً نفوذ “حزب الله” وإيران، قائلاً: “يبدو أنّ بن سلمان أدرك أنّ محاربة “حزب الله” لعبة طويلة الأمد”.

عن عودة الحريري إلى لبنان، نقل إغناتيوس عن مصادر لبنانية قولها يوم الخميس إنّه يحتمل أن يدعو مؤيدوه “حزب الله” إلى سحب عناصره من اليمن، لاقتاً إلى أنّ رئيس الحكومة سيقود مجدداً حملة لدعم الاقتصاد والجيش اللبنانيين وذلك على المستوى الدولي.

بالعودة إلى حملة مكافحة الفساد التي قادها بن سلمان، ذكّر إغناتيوس بالتحذير الذي أرسله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في أوّل خطاب ألقاه بعد توليه الحكم في 10 آذار 2015، إذ قال: “وجهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويسهم في القضاء على الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين”

ختاماً، قال إغناتيوس: “قد تبدو عملية التطهير التي يقودها محمد بن سلمان خطوة سياسية عالية المخاطر بالنسبة إلى عدد كبير من الغرباء عن المشهد”، مستدركاً بأنّ أميراً رفيع المستوى حذّره من أنّ المملكة ليست ضعيفة كما قد تبدو.

المصدر : لبنان 24

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى