رميش والجنوب يفتقدان الطبيب الانسان النادر زياد عساف بعد صراع مع المرض

لم يفسح هذا اليوم مجالاً للهدنة مع الموت، فمنذ الصباح انكبت علينا الاخبار الحزينة التي حطت بثقلها فوق قلوبنا المفجوعة برحيل صديق وراء صديق.. وجه آخر ارتحل مساء اليوم بعد معاناة مريرة مع المرض، انه الطبيب زياد عساف ابن بلدة رميش الجنوبية ومدير مستشفى بنت جبيل الحكومي الذي انتكس في مرضه للمرة الثانية بعد ان تغلب وقوي عليه في المرة الاولى.

زياد عساف، الطبيب الانسان وصاحب الاخلاق النادرة في زماننا هذا، جاء خبر موته صاعقاً ومؤلماً وحزيناً على كل من عرفه عن قرب او عن بعد.. لم يقلل الفقيد الدكتور من إيمانه بالله وعزيمته على محاربة المرض من جديد.. الى ان جاء القدر الذي لم يمهله في إكمال مشوار أحلامه.. أحلام توزعت بين العلم والطب وإدارة الجودة، ممهورة دائماً بمعنويات عالية، وإنسانية متقدمة، ومحبة للعائلة، وانفتاح على الآخرين، ومساعدة الناس الفقراء والمساكين والمحتاجين بأخلاق ندرت في زماننا.

يقول صديقه جان علم “كان خبرني انو تعبان وكان بداية الصراع مع المرض. أدى رسالته ومشى، أبكر الرجل ورحل ويبقى هو الانسان الذي عاش انسانيته باخلاق وكِبر. لم يعرف الا التواضع واحترام الاخر والخلق المزكّى. غدره الموت ولكن ذكره سوف يحيا في الخيال وفي قلوب الناس. يا رب امنح الدكتور زياد عساف الراحة الابدية ونورك الدائم يشرق عليه”..

و كان زميله الدكتور جمال الزعيم قد كتب “في مرضه الأول، قرَّر أن يخفي عني وضعه الصحي، رأفة بي لأنني مرهف الشعور (كما كان يقول). أما في مرضه الثاني فكان يطلعني بين الحين والآخر على مجريات الأمور، من انتكاسته إلى علاجه في المستشفى إلى رحلة النقاهة الطويلة بعد أن انتقلت معظم عائلته إلى جانبه في فرنسا لمتابعته هناك لحظة بلحظة… صوته المتهدج الذي قوي عليه المرض هذه المرة لم يقلل من إيمانه بالله وعزيمته على محاربة المرض من جديد.

اليوم رحلت يا زياد إلى رب رحيم، بعيداً عن المرض والألم والمعاناة.
لكن ثق أنك كنت وسـتبقى رجلاً نادراً، محبوباً في قـلب كل من عرفك.
أما نحن الأحياء، فكل عذاباتنا الدنيوية ما زالت تحيط بنا من كل جانب.
رحماك يا رب.

إلى “الإنسان” المعطاء الطموح المكافح، الكثير والكثير من الأسى في رحيلك لا يسع مدى بصمتك في أرواحنا. كنت الصديق قبل المدير والدكتور، نشرت حب العمل الدؤوب في قلب كل من شاركك دروب الحياة، كافحت حتى آخر الأنفاس وكنت الرجل الطيب.. السلام لروحك.

كنت مثالا للأخلاق والتواضع ..كنت ضميرا حيا يتجسد في رجل ..كنت صديقا عزيزا يعجز اللسان عن وصفك …رحلت تاركا ذكرى عطرة وغصة في نفس كل من عرفك …ارقد بسلام في جوار المخلص يا محب المخلص…ألف رحمة على روحك الطاهرة”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى