‘الفايننشال تايمز’ | استقرار لبنان مهدّد.. والعيون على اليمن

كشفت الكاتبة اللبنانية في صحيفة “الفايننشال تايمز” رولا خلف أنّ سبب استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري يعود إلى اتخاذ السعودية قرراً بفسخ الاتفاق الضمني القائم بينها وبين وإيران، والذي كانتا بموجبه تتعايشان متجنّبتيْن تداعيات النزاعات بالوكالة الأخرى الدائرة بينهما، واصفةً الدافع الذي قاد الرياض إلى وضع حد لهذا التوافق السري بالـ”غامض”.

في مقالتها التي حملت عنوان “لغز الحريري يظهر مدى ومخاطر النفوذ السعودي”، تحدّثت خلف عن الروايات التي تم تدوالها عن وضع الحريري بعد مغادرته بيروت إلى الرياض “فجأة من دون إعلام أحد بنواياه”، مستدركةً بأنّ الأغلبية كانت مقتنعة بأنّ “السعودية سيطرت عليه وتوشك على استخدام لبنان مسرحاً لمواجهتها المقبلة مع إيران”.

ولفتت خلف إلى أنّ بعض المسؤولين في بيروت يقولون إنّ الحريري “خُطف” من المطار واختفى لمدة يوم، شارحةً بأنّه يشغل منصب رئيس الوزراء في بيروت ويمثّل رجل السعودية الأول على الأرض”، ومستطردةً بأنّ خصمه الأساسي يتمثّل بـ”حزب الله”، “أقوى طرف سياسي في البلاد ووكالة إيران فيها”.

في ما يتعلّق بقرار السعودية فسخ الاتفاق الضمني مع إيران الذي تترجم باستقالة الحريري، قالت خلف إنّه جاء بعد مرور يوم على لقاء الحريري علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، متسائلة: “هل أفرط رئيس الوزراء اللبناني الشاب بودّه مع المسؤول الإيراني؟ ربما”.

كما تناولت خلف مقابلة الحريري مع بولا يعقوبيان، معتبرةً أنّ المطالب التي مرّرتها الرياض عبره كانت واضحة: “فلا بدّ من أن ينقطع “حزب الله” عن مساعدة الحوثيين المدعومين إيرانياً في اليمن، وإلاّ فسيتعاقب لبنان اقتصادياً”.

في هذا السياق، أكّدت خلف أنّ اليمن يمثّل معضلة السياسية الخارجية الأكبر بالنسبة إلى المملكة، محذّرةً من أنّ “المخاطر كبيرة نظراً إلى أنّ الحملة العسكرية السعودية في اليمن تُعدّ حرب الأمير محمد الأولى. فلا بد له من أنّ يفوز، وإن كان على حساب زعزعة استقرار لبنان”.

في المقابل، استدركت خلف بأنّ فوز السعودية في اليمن ليس مضموناً وإن استجاب “حزب الله” لمطالب السعودية، فلا تحتاج إيران إلى الحزب لمساندة الحوثيين، نظراً إلى أنّها داعمهم الأساسي.

وعليه، حذّرت خلف من “انقلاب لبنان على السعودية”، على الرغم من أنّ “ضغط الرياض على الحريري كي يستقيل هَدَف إلى قلب لبنان على “حزب الله”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى