الكشف عن «بنك أهداف» خلية داعش في صور…هذا ما أظهرته تحقيقات الأمن العام!
كتبت جريدة الأخبار:
أظهرت تحقيقات الأمن العام مع سبعة أشخاص تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية»، أوقفهم الشهر الجاري، أن هؤلاء كانوا مكلفين من قيادة التنظيم في الرقة برصد «بنك أهداف»، لتنفيذ تفجيرات أمنية في مدينة صور. وتضمّن «البنك» حسينية وحاجزاً للجيش ومطاعم ومقاهي على الكورنيش البحري، يرتادها سياح أجانب وعناصر من قوات اليونيفل، وأماكن مماثلة في منطقة البص.
لائحة الأهداف حدّدتها قيادة التنظيم، بناءً على معلومات حصلت عليها من سوريين عملوا في لبنان سابقاً. وبحسب التحقيقات، فإن الموقوف الرئيسي السوري محمود ن. (مواليد 1994)، الملقّب بـ«أبو الوليد»، هو منسّق الخلية، وقد اتّخذ من عمله في فرن في منطقة برج أبي حيدر غطاءً لمهماته الأمنية واللوجستية. واعترف «أبو الوليد» بأنه أُعجِب بتنظيم «الدولة» من خلال تتبّع أخباره وإصداراته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد سافر، بمساعدة مهرّبين، إلى الرقة حيث تلقّى دروساً في الشريعة والتفسير، وخضع لدورة عسكرية تدرّب خلالها على أنواع مختلفة من الأسلحة وتصنيع الأحزمة الناسفة والمتفجرات. وأفاد بأنه تعرّف في الرقة على شخص يلقب بـ«أبو محمد الفلسطيني» كان يعمل سابقاً في لبنان.
وقد كلّفه الأخير بالعمل أمنياً في لبنان لمصلحة التنظيم، وزوّده بمبلغ من المال، ودرّبه على أساليب التواصل الأمني. كذلك كلّفه باستئجار شقة في مدينة صور لإيواء انتحاريين يصلون لاحقاً لتنفيذ عمليات ضد أهداف حدّدها «أبو محمد» وكلفه باستطلاعها. واعترف الموقوف بأن مشغّله الرئيسي أبلغه بأنه سيؤمن المواد الأولية اللازمة لتصنيع الأحزمة والعبوات الناسفة، لكنه نفى علمه بآلية تسلم المواد المتفجرة، وأعرب عن اعتقاده بأن أشخاصاً يقيمون في أحد المخيمات سيحضرونها.
وأفاد «أبو الوليد» بأنه عاد من الرقة بمساعدة مهرّبين عبروا به سيراً على الأقدام عبر الجبال المحاذية لبلدة مجدل عنجر حيث مكث لدى ابن خالته محمد ش. لمدة يومين. ثم استطلع أهدافاً في منطقة النبطية، قبل أن يُكلّف زوج شقيقته محمد ن. باستئجار شقة له في مدينة صور حيث نفّذ عمليات رصد واستطلاع مع السوري حسين خ. على متن دراجة نارية. وبقي على تواصله مع «أبو محمد الفلسطيني»، وكان يضعه في أجواء نشاطاته وتفاصيل عمليات الاستطلاع. وتلقّى منه أموالاً أُرسلت اليه من الرقة، وتسلمها شقيقه محمد.
وقد أوقف «أبو الوليد» منتصف الشهر الجاري، وكشفت اعترافاته باقي أفراد الخلية الذين تبيّن أن علاقة قرابة وصداقة تربطهم به. وتبين أن أحد الموقوفين مسح كافة التطبيقات والبرامج عن الكومبيوتر الشخصي لـ«أبو الوليد».
عملية التوقيف جاءت بعد اشتباه الأمن العام في تحركات عدد من السوريين والشك في احتمال إعدادهم لعمل إرهابي.
وتكشف توقيفات الأجهزة الأمنية أنّ تنظيم «الدولة» يحاول بأي طريقة تنفيذ عمل أمني ضخم على الساحة اللبنانية. وهذا ما يتبيّن مع كل عملية توقيف. ويتكشّف من خلال اعترافات عشرات الموقوفين أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل باباً رئيسياً لجذب المتطوعين إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». غير أن نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية في ترجمة مفهوم الأمن الاستباقي على أرض الواقع، يساهم إلى حدٍّ كبير في تجنيب لبنان الويلات، رغم أن أصداء عمليات التوقيف هذه لا تسجّل وقعاً كبيراً، ما دام التفجير قد ضُبط قبل تنفيذه.