‘لم يكن يعلم أنه سيكون الوداع الأخير’… تفاصيل مأساة عائلة توفي 5 من أفرادها بلحظة!

هي قصّة حقيقية، مأساة حقيقية، حصلت في بلادي أمس الاثنين، قصة تحمل في كل طياتها سواء أنواع الذل والألم… هي قصة عائلة فرّقتها الظروف بكل وسيلة ممكنة حتى الموت!

وفي التفاصيل، فإن هذه القصة تتمحور حول السيدة فاطمة قبيسي الثلاثينية، ابنة بلدة الشرقية في النبطية، هي التي كانت تحاول أن تؤمن البنزين لسيارتها، حتى تقل زوجها عن المطار فجر الأربعاء، فرحلت الى الأبد مع بناتها الأربع بأبشع صورة ممكنة!

ووفق ما روى رئيس بلدية الشرقية علي شعيب لموقع vdlnews، فإن “فاطمة اصطحبت بناتها وقادت سيارتها مسافة طويلة بحثا عن مادة البنزين، هي التي أنجبت من زوجها حسين حويلي ابن جويا 4 فتيات هنّ زهراء (17 عاما) ، وآية (12 عاما) والتوأمين تيا وليا (7 سنوات)، والتي سافر زوجها الى افريقيا بحثا عن مصدر رزق يؤمن من خلاله لعائلته حياة كريمة، الا أنه واجه ما لم يكن بالحسبان”.

ووفق شعيب، فإن “حسين أصيب بالمالاريا في افريقيا، ما استدعى عودته الى لبنان لتلقي العلاج اللازم، الا أنه وقبل وصوله فجر غد الأربعاء، صعق بصور بناته وزوجته جثثا متناثرة على أوتوستراد السعديات عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وبحسب ما روى رئيس البلدية فإن “روايات عدة انتشرت حول كيفية حصول الحادث، منها أن شاحنة كبيرة اصطدمت بمجموعة سيارات، ومنها ان ضابطا في الجيش وهو لا يزال تلميذا وصل بشكل مسرع ومفاجئ وارتطم بالسيارات ما أدى الى وفاة العائلة بأكملها…”، وتابع: “تعددت القصص والموت واحد، هو الموت الذي خطف عائلة بأكملها، ذنبها الوحيد أنها ولدت في لبنان بلد الذل والمصائب التي لا تنتهي، فبرأس أي عاقل تقبل فكرة أن يذل الانسان الى هذه الدرجة ليؤمن البنزين لسيارته، وكيف يكون من المقبول مشهد طوابير الذل على المحطات، هذه الطوابير التي تعتبر بحد ذاتها مسببا رئيسيا لحوادث السير”.

وأكد شعيب أنه “لا يمكن التأكد من ماهية حصول الحادث حتى تصدر مشاهد فيديو الكاميرات على الطريق في حال توفرت”.
شعيب أسف لما حصل، وروى لموقعنا كيف ان “الزوج المفجوع هو في الأساس عانى من اوضاع معيشية صعبة اجبرته على ترك عائلته، لكنه لم يكن يعلم أنه لا يلتقي بها بعد ذلك الوداع وأنه سيكون الأخير”.

أما المصادر الأمنية فأكدت لموقع vdlnews أن “التحقيقات في الحادث أصبحت بعهدة الجيش، وأن المعطيات الأخيرة التي حصلوا عليها تفيد بأن العنصر الأمني في الحادث لم يمت لكنه في وضع حرج”.

اشارة الى انه فتحت مراسم العزاء في منزل اهل فاطمة، حيث تقرر دفنها وبناتها في روضة بلدة الشرقية قبل ظهر يوم غد الاربعاء، على ان يصل الوالد من ليبيريا فجر يوم الاربعاء الى مطار بيروت الدولي.

بدوره، أشار عمّ الفتيات الضحايا قاسم حويلي، إلى أن عائلة شقيقه تفاجأت ومعها العديد من السيارات السالكين الاوتوستراد شمالا، بسيارة تسلك عكس السير للوصول الى محطة البنزين. حينها وقعت الكارثة، حيث تصادمت 5 سيارات ببعضها.

ولفت إلى أن “سيارة البيجو التي كانت تقل عائلة شقيقه اصيبت بأضرار فادحة من الخلف قبل أن تصطدم بقوة بسيارة بيك اب”.

5 أفراد من عائلة واحدة، رحلوا بلحظة، بخطأ او ربما بصدفة مأساوية، وفق ما اعتبرها البعض، فإلى متى سيبقى مصير اللبناني الذل حتى النفس الأخير الذي يُسلب منه حتّى؟!

المصدر : ليلى عقيقي – VDLNews

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى