لماذا تُرافق الكستناء ليالي الشتاء الباردة؟

الكستناء وأمسيات الشتاء الباردة، ذكريات جميلة تنبعث منها رائحة لذيذة، لهذه الحبيبات التي تُشبه “القلب الصغير” وهي تُشوى على مواقد النار، وتتحول بشرتها البنية المخملية من الداخل إلى لون يميل إلى الأسود المحروق، فيما يبقى قلبها ليناً وطرياً، يتأرجح بين طعم البطاطا المشوية والفستق معاً، ويذوب في الفم بشهية تُنسي برد الشتاء، وضبابية الطقس العاصف.

الكستناء ولها أسماء عديدة أخرى مثل “القسطل” و”أبو فروة” هي صنف يضم ثمانية أو تسعة أنواع من الأشجار والشجيرات. وتتبع الكستناء فصيلة البلوطية إذ تنمو في المناطق الدافئة المعتدلة في نصف الكرة الشمالي. وتدخل الكستناء في العديد من الأطعمة المالحة مثل استخدامها كالمسكرات مع الأرز المطبوخ، أو الدجاج، وفي الأطعمة الحلوة مثل الشوكولاتة وقوالب الحلوى ومنها “مارون غلاسيه” المشهور جداً في فرنسا وخصوصاً خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة وغيرها.

وتُزرع الكستناء في الغابات الجبلية بأوروبا، وأمريكا، واليابان، والصين. وتختلف في أحجامها ومنها الصغير، والمتوسط، والكبير.

ويرى البعض أن الكستناء تتميز بمصدر غذائي قيم في العديد من الثقافات وخاصة في الصين، وكوريا، واليابان، والبحر المتوسط، وأنها زُرعت منذ أكثر من ستة آلاف سنة في الصين وثلاثة آلاف سنة في أوروبا. واعتبر الإغريق الكستناء متفوقة على اللوز، والبندق، والجوز، بمذاقها المحمص أو المطبوخ.

وتحتوي الكستناء على فوائد كثيرة بسبب وجود العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات B1,B2,B5,E,C، بالإضافة إلى المعادن، والكربوهيدرات، والمواد المضادة للأكسدة، وكذلك هي غنية بحمض الفوليك لإنتاج خلايا الدم الحمراء وتوليف الحمض النووي.

وأظهرت بعض الأبحاث أن الكستناء يمكن أن تساعد على تعزيز الهضم بشكل أفضل لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف، وأوضحت دراسة أجراها قسم التكنولوجيا الحيوية في جامعة تشوسون في كوريا في العام 2012، أن زهرة الكستناء تحتوي على خصائص قوية مضادة للأكسدة، وتكافح الشيخوخة، وتساعد على الحماية من الأضرار الناجمة عن سرطان الجلد، وتقلل من الالتهابات، وتحسن صحة القلب.

وتتكون الكستناء أساساً من النشاء (الكربوهيدرات) على النقيض من أنواع أخرى من المكسرات ذات السعرات الحرارية العالية، والبروتين، والدهون. وتكوينها الغذائي مماثل لغيرها من الأطعمة النشوية الأساسية مثل البطاطا الحلوة، والذرة، والموز.

وتحد الكستناء من خطر فقر الدم، والذي يسببه نقص الحديد، لاحتوائها على الحديد والنحاس. والنحاس هو المعدن الذي يعزز قوة العظام، ويساعد على تشكيل خلايا الدم الحمراء، ووظيفة الأعصاب ويعزز الجهاز المناعي. والاستهلاك المنتظم والمعتدل من الكستناء، مثل 10 حبات يومياً، مفيد جدا لجعل العظام والأسنان أقوى، وذلك بسبب احتوائها على الفوسفور، والمغنيسيوم، والكالسيوم.

وتحافظ الكستناء على مرونة الأوعية الدموية في الجسم لوجود الأحماض الدهنية الأساسية مثل اللينوليك، والبالمتيك، والأوليك. وتُعتبر الكستناء، مثل البندق واللوز، مواد غذائية خالية من الغلوتين، وواحدة من المكونات الشعبية في إعداد الصيغ الغذائية الخالية من الغلوتين المعدة للاستخدام للمرضى المصابين بحساسية الغلوتين، وحساسية القمح، ومرضى الاضطرابات الهضمية.

المصدر : CNN

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى