رحيل “طبيب الغلابة” .. أفنى حياته في خدمة الفقراء ورفض تلقي الملايين، وتداول فيديو لموقف أبكاه

أعلنت وسائل إعلام مصرية، الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، عن وفاة الطبيب محمد مشالي، المُلقب في بلاده بـ”طبيب الغلابة”، عن عمر ناهز 76 عاماً، وذلك في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، تاركاً وراءه قصصاً كثيرة من المصريين الفقراء الذين قدم لهم الرعاية بمبالغ زهيدة.

وليد مشالي، نجل الطبيب الراحل، أعلن في منشور على صفحته بموقع فيسبوك وفاة والده، صباح الثلاثاء، مشيراً إلى دفن جثمانه في محافظة البحيرة.

من جانبه، قال موقع “المصري اليوم”، نقلاً عن مصدر مقرب من الطبيب الراحل، إن الأخير شعر بتعب مفاجئ في الساعة العاشرة من مساء الإثنين 27 يوليو/تموز 2020، ونُقل إلى المستشفى وتوفي فيه.

علاج شبه مجاني: وأعاد موقع “اليوم السابع” نشر مقتطفات من مقابلة أجراها سابقاً مع الطبيب مشالي، وكان الأخير قد ذكر فيها أنه رفض قبول تبرع كبير بملايين الجنيهات، وتجهيز عيادة جديدة له في أشهر شوارع طنطا على أحدث طراز، وقبوله فقط سماعة طبية قيمتها 80 جنيهاً.

الطبيب الراحل قال في تصريحاته للموقع المصري: “أنا طبيب بشري نشأت في بيئة متواضعة، وتخرجت في كلية طب قصر العيني في عام 1967″، مؤكداً “أنه وهب علمه ليكون طبيب الغلابة، حيث يدفع المريض مبلغاً رمزياً لا يتجاوز الجنيهات، ليكون سبباً في علاج ملايين المصريين الذين لا يقدرون على مصروفات الكشف والأدوية”.

أشار حينها الطبيب مشالي أيضاً إلى أن والده وهو على فراش الموت كان قد أوصاه خيراً بالفقراء وبمرضاهم.

الطبيب مشالي يبكي: في حديثه للموقع المصري كان الطبيب قد بكى حين تذكر واقعة تعيينه في إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة.

قال حينها الطبيب: “جاء لي طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكي من الألم، ويقول لوالدته أعطيني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين لن نستطيع شراء الطعام لباقي إخوتك، ولا زالت أتذكر هذا الموقف الصعب، الذي جعلني أهب علمي للكشف على الفقراء”، مؤكداً أن قيمة كشفه 5 جنيهات، وأحياناً لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.

وكان مشالي قد دعا إلى توجيه التبرعات إلى غير القادرين، مثل الأطفال بلا مأوى أو الأطفال الأيتام، وقال: “من يريد التبرع لي قدموا هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين”، مؤكداً أنه رفض العديد من التكريمات من جهات عديدة.

وبحسب موقع “المصري اليوم”، فإن محافظة الغربية أطلقت اسمه على أحد الشوارع في طنطا، وذلك بعد أن طالب سكان المحافظة بتكريمه.

مصريون ينعون مشالي: وبعد الإعلان عن وفاته، بدأ مصريون ينعون الطبيب الراحل، وبدأ هاشتاغ #طبيب_الغلابة يتصدر قائمة التغريدات في مصر.

مغرد باسم محمد الرطيان كتب ينعى الطبيب قائلاً: “الرحماء يرحمهم الرحمن، وفاة #طبيب_الغلابة الدكتور #محمد_مشالي، الذي قال، وفعل: “عاهدت الله ألا آخذ قرشاً واحداً من فقير أو معدوم وسأبقى في عيادتي أساعد الفقراء”، عمل رحمه الله في الطب 50 عاماً، مانحاً جهده ووقته للفقراء والمساكين بلا مقابل”.

وكتب مغرد آخر باسم ممدوح نصر الله: “الراجل دا كان ممكن يكسب كتير جداً من مهنته بشرف وبالحلال عادي، لكنه هو اللي اختار بنفسه يعيش وسط الفقراء ويعالجهم بمحض إرادته، لا طلب اهتمام حد ولا فلوسه، واختار إنه يتاجر مع الله فقط، عاش في الدنيا غريب ومشي منها وهو عنده كتير يقابل بيه ربنا”.

فيما كتب مغرد باسم أحمد أمين: “لا حول ولا قوة إلا بالله.. توفي طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي من شوية.. اللهم ارحمه كما كان رحيماً بعبادك الفقراء، واجعله أغنى أغنياء جنتك”.

المصدر : عربي بوست

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى