القلق المرضي

القلق نوعان، طبيعي ومرضي، ويعد الأول جزءاً من الحياة اليومية، فهو بمثابة جرس انذار مبكر يصدح رنينه في عقولنا كي نأخذ جانب الحذر والحيطة من خطر ما يحدق بنا، أو قد يكون حافزاً كي يدفعنا الى التفكير الإيجابي من أجل وضع خطة ما، أو تنفيذ عمل ما، أو مواجهة خطر ما، أو اتخاذ قرار ما، أو تحقيق هدف ما.

أما القلق المرضي فشتان، فهو كابوس يعصف بحياتنا فيقلبها رأساً على عقب، لأنه يبدد طاقتنا الشخصية، ويحد من إمكاناتنا، ويشل حركتنا، ويقلل من انتاجيتنا، ويترك آُثاراً سلبية في جميع الصعد، الشخصية، والصحية، والنفسية، والاجتماعية، والعائلية، والاقتصادية.

وإذا طال أمـــد القلق المرض فإنه ينال من كل أعضاء الجسم الواحد تلو الآخر، فيتلف الدورة الدموية، ويضر بالغدد الصماء، ويخلق مشاكل في الجهاز الهضمي، ويربك عمل الجهاز العصبي، ويزعزع الاستقرار النفسي.

ونظراً الى المساوئ الكثيرة التي يتركها القلق المرضي على المصابين به فإن مواجهته تتطلب سبر أغواره للكشف عن أسبابه من أجل تحييدها قبل أن تفعل فعلها المدمر في العقل والجسد، واتباع نمط حياة صحياً بشكل يومي، وتناول طعام متوازن، وأخذ أقساط كافية من النوم والراحة، وممارسة تمارين الاسترخاء، والمثابرة على الرياضة البدنية.

وتعطي ممارسة الرياضة المنتظمة نتائج طيبة في دحر القلق، ففي تجربة لباحثين من جامعة ميريلاند الأميركية توزع المشاركون قسمين: الأول مارس أعضاؤه الاسترخاء والراحة، أما النصف الآخر فمارس رياضة ركوب الدراجة للفترة نفسها على مدى يومين مـــتتاليين، وبــعدها شاهد الجميع مضامين جميلة وعنيفة ومحايدة، فتبين ان درجات القلق لدى الجميع قبل التجربة وبعدها كانت أقل عند الذين مارسوا الرياضة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى