لماذا يخاف الإنسان من الدم؟

كشفت دراسة جديدة نشرت نتائجها مجلة “نيوزويك” الأميركية عن السبب الذي يدعو الإنسان للخوف من الدم، في وقت تنجذب فيه العديد من الحيوانات.

وقالت المجلة إن لرائحة الدم تأثيرا في بعض الحيوانات، حيث إنها تجعلها تشعر بالجوع، في حين تسبب لحيوانات أخرى الفزع والاشمئزاز.

وأفادت الدراسة بأن جزيئا في الدم، يسمى “E2D”، يسبب تفاعلات بدائية للدم في الثديات، وليس الدم بحد ذاته. وأشارت إلى أن حيوانات وكائنات أخرى، مثل الذئاب، تنجذب لرائحة الدم؛ لأنه يرمز لوجبتها التالية.

وتحدثت الدراسة أن الإنسان لا ينجذب إلى رائحة الدم، بل إنه يخشى النظر إليه؛ لوجود غريزة بالإنسان تحذره من الاقتراب من الدم، على اعتبار أنه علامة تدل على الخطر.

وقال باحثون في معهد كارولينسكا في السويد إن جزيئا في الدم يدعى ” E2D ” يعد هو المسؤول عن هذه التفاعلات القوية لرائحة الدم. وعزل الباحثون الجزيء، وعملوا نسخة اصطناعية منه.

وكشفت الدراسة أنه رغم أن الدم يعد مزيجا من لائحة من المكونات والجزيئات، فإن الذئاب والذباب تعاملت مع هذا الجزيء تحديدا على أنه “الشيء الحقيقي”، وأنها قامت بلعق النسخة الاصطناعية منه، وحاولت أكله.

وقام الباحثون بتجريب عرض الجزيء على القوارض أيضا، فكان رد فعلها مختلفا، فبدلا من توجهها إليه، ارتعدت منه خوفا.

وكشفت الدراسة أن رد فعل الحيوانات والكائنات تجاه رائحة الدم ومنظره موافقة لفرضية تقسيم الحيوانات إلى مفترسة وفرائس. وأوضحت أن الحيوات المفترسة انجذبت نحو هذا الجزيء، لكن الفرائس ابتعدت عنه وهي ترجف.

الاختبار ذاته أجري على متطوعين من البشر، حيث عرض عليهم عدة روائح مختلفة، بما فيها جزيء الدم، حيث أظهرت النتائج جميعها تأثرهم برائحة الدم، فيما انتاب البعض التعرق، والبعض الآخر أمال ظهره بشكل طفيف، وهما علامتان على الإنذار من الخطر.

وافترضت الدراسة أن الإنسان يعد أقرب للفرائس منه للحيوانات المفترسة، وأنه من حيث رد الفعل تجاه رائحة الدم يعد أقرب إلى الفئران منه إلى الذئاب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى