الوجه الملائكي الصغير الذي أدهش الحضور بصوته وأدائه ورحل…محمد باقر العلوي الرادود “الأصغر”

المصدر: داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ

وجهٌ ملائكيٌ مورّد، وأناملٌ طرية صغيرة…طفلاً كان حين أسدل وشاحه الأخضر على كتفيه، واعتلى المنبر. ويخيل للناظر أن الخاتم الذي بيده، قد صمم خصيصاً ليناسب إصبعه الصغير. كان يحمل الورقة بيساره، ويغطي المذياع تفاصيل وجهه الطفولي…ولكن لا يستهان بالسيد الصغير، فمتى ما نطق أجاد وأتقن! هو السيد محمد باقر العلوي أصغر “رادود”، أدى القصائد الحسينية في عصرنا، ولكن لم يكتب له المزيد…فقد أدركه الموت اثر حادث سير مروع في طهران.

بعمر السبع سنوات اعتلى المنبر وأدهش الحضور. فباكراً برزت ميوله وطاقاته. وساعد على ذلك الجو العائلي الذي دعمه، وعزز ثقته بقدراته الصوتية، وساهم في تطويرها.
“أكثر شي أحب ملا باسم الكربلائي”، هذا ما قاله في إحدى المقابلات التلفزيونية، عندما كان صغيراً. وليس عبثاً ما قال، فتأثره بالكربلائي، بدا جلياً في حركاته، حتى قالوا فيه “باسم الصغير”! فكان نسخة مصغرة عنه في الأداء والتفاعل ولغة الجسد، وردد، بحضوره وفي أكثر من مناسبة، العديد من القصائد الحسينية التي انفرد بها الحاج باسم الكربلائي.
والجدير بالذكر أن السيد العلوي، الذي ولد وعاش في إيران، كان يقصد برفقة والده الكويت والعراق والبحرين وغيرها، للمشاركة في إقامة مجالس اللطم العاشورائية. ونقلت بعض القنوات التلفزيونية المجالس التي أحياها مباشرة على الهواء. كما أنه وفي عمر صغير أيضاً سجل قصائد بصوته.
“كان يحضر قصائداً لمناسبة أربعينية الإمام الحسين (ع) لهذا العام”، هذا ما صرح به مقرب في فيديو متداول، أكد فيه صحة خبر الوفاة. ويذكر أن السيد محمد باقر كان قد تعرض أيضاً لحادث قبل سنوات وانتشرت شائعات وقتها بوفاتها. لكن حادث السير الذي تعرض له الأربعاء  في طهران أنهى حياته وهو يبلغ من العمر 20 عاماً، وفي التفاصيل أنه كان يقود دراجة نارية، في شارع الإمام علي في طهران، حين انقلبت به وتوفي.
“العلم في الصغر كالنقش على الحجر”، بهذا القول استعان الوالد ليصف حال ابنه، وذلك في مقابلة تلفزيونية قديمة. فالتعلم وتنمية الميول منذ الصغر لها أثرها الراسخ… واليوم شاء الله الرحيل باكراً، فغادر محمد باقر العلوي، تاركاً صورة وجهه الطفولي وصوته الشجي في ذاكرة كل من  سمعه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى