احتمال عزل ترامب وارد.. الأرقام لا تكذب

كل نائب رئيس في الولايات المتحدة، مهما كانت شعبيته متواضعة، يعرف أنه قد يتولى أعلى منصب في البلاد “في غمضة عين”. بالنسبة إلى مايك بنس، فإنه على بُعد تغريدة واحدة من كرسي الرئاسة، وذلك نظراً إلى تاريخ الرئيس دونالد ترامب المليء بالأخطاء والحوادث، لا سيما في ما يتعلق بالقرارات السيئة التي اتخذها منذ دخوله البيت الأبيض.

آخر مرّة حدث هذا السيناريو، كان في عام 1974 عندما استقال الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون من منصبه قبل أن يُحقَّق معه في الكونغرس بعدما وُصف بـ”أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أميركا” والمعروفة بـ”ووترغيت” (تعود إلى قرار نيكسون التجسّس على مكاتب “الحزب الديمقراطي” في ووترغيت).

وعلى الرغم من أن نيكسون لم يعترف بذنبه في خطاب الاستقالة، إلّا أنه اعترف بأن العزل أو الإبعاد القسري أمر محتوم، وأن خطوته جاءت استباقية، وذلك لتجنيب عائلته المزيد من الألم، وحماية البلاد من خطر الانقسام بسبب الفضيحة.

فهل سيتم عزل دونالد ترامب؟ هذا الاحتمال وارد، لا سيما أنه حتى أعضاء حزبه يفضّلون بنس، لأنه، عكس ترامب، حذر، محافظ، تقليدي، وهو “واحد منا” بالنسبة إلى النخبة في “الحزب الجمهوري”. وعلى الرغم من أن ترامب لا يزال محبوباً من قبل مؤيديه، فإنه مثل نيكسون قد يفضّل عدم المخاطرة بالدخول في معركة قد تنتهي بعقوبات ضده. وبالتالي، فإن التلويح بعزل ترامب قد يكون كافياً لنشهد وصول بنس إلى الرئاسة.

في السياق نفسه، لا بد من الإشارة إلى أنّ أسواق المراهنات على الإنترنت تشهد حركةً متزايدةً على رهانات تتوقع مساءلة ترامب، بغرض عزله، في أعقاب الجدل المرتبط بعزل جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي).

وفي سوق بريدكت إت للتوقعات السياسية والمالية على الإنترنت، سجلت احتمالات مساءلة ترامب في العام الجاري رقماً قياسياً، وصل إلى 30% حتى وقت متأخر من أمس الثلاثاء، وذلك نتيجة المشاركة الكبيرة.

وسجلت النسبة بعد تقارير عن مذكرة كتبها كومي قال فيها إن ترامب طلب منه إنهاء تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي، في اتصالات بين مستشار الأمن القومي الأميركي السابق مايكل فلين وروسيا.

وبحلول ضُحى الأربعاء، تراجعت النسبة إلى حوالي 27%، لكنها لا تزال مرتفعة كثيراً عن نسبة الـ7% التي سُجلت يوم الإثنين.

ووصل عدد المراهنات إلى رقم قياسي بلغ 60700 مراهنة، مع 5500 يوم الثامن من أيار.

وقالت (بتفير) البريطانية للمراهنات، إن مقامرين راهنوا بأكثر من 5 آلاف جنيه إسترليني (6470 دولاراً) على الرحيل المبكر لترامب، بعد ساعات من نشر تقرير ذكر أن ترامب طلب من كومي إغلاق التحقيق بشأن روسيا.