بلادُ العُرْبِ | بقلم خلود يوسف قانصو

منذُ جِئْنا..
والحياةُ كما هي
قهرٌ، وتشريدٌ، وذلٌّ
وشَتاتْ
مذُ ولِدنا..
وبَكينا
ضَحِكوا !
مُسْتَبشِرينَ بأنّنا
سنضيء مصباحَ الحياةْ !
ثمّ جِئنا..كي نرى ما قد جرىْ
قد تبدّدتِ الأماكنُ
وتغيّرتِ السّماتْ

قدْ بَدَأنا بفلسطينَ
ولكنْ..
لم نجِدْ فيها شعوباً
بقدرِ ما وُجِدَ الغُزاةْ !
فوقفنا
ببابِ أقصانا، نصلّي
منعونا!
منعوا عنّا الصّلاةْ!

فذَهَبنا آملينَ
إليكِ يا شامُ الحبيبة
لربّما..
قد تُشعِريننا
أنّنا..
مع كلّ هذا القهرِ ..والظّلمِ
أُباةْ..
لم نجِدكِ !
مع أنّ مقصدنا إليكِ
أخبرينا ما جرى؟
يا شامُ..باللهِ عليكِ
أينَ الأماكنُ اختَفَتْ ؟
سلبوها..
قد أجَبتِ..
سلبوها،
ومنّي قد سلبوا الحياةْ

أينَ نَعدو ؟
قد سمِعنا بأنّ لبنانَ
أبيٌّ
صامدٌ
هزَمَ الطُّغاةْ..
ففرِحنا، وتبسَّمنا، وقُلنا :
إنّ في لبنانَ أمنٌ
وصفاءٌ..وثَباتْ ،
كمْ بكينا..
كمْ توجّعنا عليهِ ..
قد رأينا الطّفلَ فيهِ يقتاتُ الرُّفاتْ
ورأينا الكهلَ يغفو في الشّوارعِ
قد رأيناهُ صريعاً
أشرقَ الصّبحُ
فماتْ ..!
ورأينا الطّائفيةَ فتنةً
روّضوها ضدّنا
ففرَّقَتنا..
ودمّرتنا…
ورَمتنا في سُباتْ

قدْ يئِسنا..
لم نعدْ نبغى حياةً
فيها تُستَباحُ الذّاتْ

بلادُ العُرْبِ خانتكِ عروبتكِ
قد أرهقوا دمكِ فأمسى
نازفاً مثلَ الفُراتْ…

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى