3 آلاف انتحاري في دير الزور يتحضرون.. هذا ما سيفعلونه

قد يعتقد البعض ان اندفاعة النظام في سوريا بدعم روسي لتحرير مدينة ​دير الزور​ والتقدم الاستراتيجي الذي حققته في الايام الماضية، كما اعلان “​قوات سوريا الديمقراطية​” قبل يومين اطلاق معركتها الخاصة لتحرير المناطق شرق الفرات وريف دير الزور الشرقي، يعني أن “العاصمة البديلة” التي اتخذها ​تنظيم “داعش”​ الارهابي بعد خسارته الرقة، قد شارفت على الانهيار أيضا!. الا ان الوقائع والمعلومات الواردة من هناك تؤكد ان التنظيم المتطرف لا يزال قويا ومتماسكا في المحافظة التي كان حتى الأمس القريب يسيطر على 80% منها، وهو لن يتردد باستخدام كل وسائل المواجهة للدفاع عن البقعة الجغرافية الأساسية الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرته في سوريا خاصة وأنّها ممره الى العراق اضافة لكونها شكلت ولا تزال تشكل نوعا من البيئة الحاضنة له التي فقدها تماما في معظم المناطق.
اذا الانهيارات السريعة لـ”داعش” داخل مدينة دير الزور كما التقدم الذي حققته “قسد” بعد أقل من 3 أيام على انطلاق حملتها العسكرية في الريف الشرقي، لا يرجح الخبراء ان يتواصل في معقل “داعش” الأخير بسهولة، بل هم يتوقعون ان يزداد شراسة كلما اقتربت المجموعات المهاجمة الى مراكز ثقله وبالتحديد في الميادين والبوكمال وغيرهما.
وفي هذا السياق، يعتبر أحمد الرمضان، الخبير في شؤون “داعش” والناشط في حملة “فرات بوست” انّه “وبالرغم من تقدم النظام في المدينة واعلان “قسد” اطلاق “عاصفة الجزيرة”، يمكن الجزم بأن المعركة الحقيقية لتحرير محافظة دير الزور لم تنطلق بعد، باعتبار ان التنظيم لا زال يسيطر على 80% من المحافظة مقابل سيطرة النظام وقسد على 20% منها”. ويرجّح الرمضان في حديث لـ”النشرة” ان تكون الحملة التي أطلقتها “قسد” مؤخرا هدفها الاساسي “تأمين القاعدة الاميركية الجديدة في الشدادي وليس الانطلاق في عملية التحرير الكبيرة المنتظرة”. وقال: “معركة دير الزور تبدأ بالهجوم على الريف الشرقي والميادين والبوكمال”، موضحا ان “داعش” “لا يزال قويا جدا في المحافظة ككل، ولديه حوالي 3000 انتحاري سجلوا أسماءهم للقيام بعمليات اضافة لعشرات آلاف الهكتارات من الاراضي المليئة بألغام عملاقة”.
وقد أثارت مسارعة “قسد” المدعومة أميركيا لاطلاق عمليتها العسكرية في دير الزور قبل انهاء معركتها في ​مدينة الرقة​ تساؤلات كبيرة حول “سباق أميركي–روسي” للسيطرة على المحافظة الغنية بالموارد الطبيعية، وان كان ظاهر الأمور يشير الى اتفاق بين القطبين على استحواذ واشنطن وحلفائها على المناطق شرقي نهر الفرات واستلام ​موسكو​ وحلفائها المناطق غربه. وهنا يرى الخبير العسكري الأردني اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوّار ان ما يحصل في دير الزور “يندرج باطار اتفاقية روسية–أميركية تم التوصل اليها في العام 2015 وتقضي بتوكيل حلفاء واشنطن بالمنطقة شرق الفرات وحلفاء موسكو بالمنطقة الغربية”، مرجحا في حديث لـ”النشرة” ان تتراجع اندفاعة طرفي النظام و”قسد” عن تحرير المحافظة بعد الوصول الى داخل المدن والقرى حيث من المتوقع أن تحتدم الاشتباكات مع عناصر “داعش”. وأضاف: “يمكن الحديث عن سباق اميركي روسي في دير الزور وبخاصة على حقل العمر لكننا أيضا نستطيع تأكيد وجود تنسيق غير مباشر بين الطرفين لقتال داعش في سوريا ككل ودير الزور بوجه خاص”.
في الخلاصة، يبقى أن تقاسم النفوذ والحصص لا يزال سيّد الموقف على الأراضي السوريّة مع تسارع الأحداث على وقع العمليّات العسكريّة الجارية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى