جعجع | زيارة الخزعلي للجنوب أول خرق للنأي بالنفس وادعو حزب الله الى تشييد تمثال لترامب في الضاحية الجنوبية !!
يخالف رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع القائلين أن “حزب الله” خرج منتصراً من التسوية – المخرج التي دفعت الرئيس سعد الحريري إلى العودة عن استقالته. وإن الحزب لم يعد حراً في مشاركته في الأزمات الدائرة في المنطقة “كما كان يفعل في السابق”. وأن الأمور لن تعود إلى الوراء ولن تصب في مصلحته. ودعا في حديث لـ”النهار””حزب الله” إلى بناء تمثال للرئيس الأميركي دونالد ترامب في الضاحية الجنوبية. واعترض على جولة الأمين العام لـ”عصائب أهل الحق” في العراق الشيخ قيس الخزعلي
ومما جاء فيه:
• كيف رأيت ظهور الشيخ الخزعلي في جولة له على بلدات حدودية في الجنوب؟
– كان موقف رئيس الحكومة سعد الحريري صريحاً وجازماً حيال ما يتعلق بزيارة الخزعلي إلى الجنوب، والتي تمت في شكل غير شرعي إلى لبنان، وقيامه بمهام هي حصراً منوطة بالجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية. وأن التحقيق الذي طالب به الحريري مهم جداً لكشف الثغر الموجودة في الجهاز الأمني اللبناني الذي يسمح لشخصيات عسكرية بالدخول خلسة إلى لبنان بهذه الطريقة حتى ولو كانت من دول صديقة.
• ما حصل تعتبره خرقاً لـ”النأي بالنفس” الذي توصلت إليه الحكومة أخيراً؟
– ما حصل خرق فاضح جداً لمبدأ النأي بالنفس الذي لم يجفَّ حبره بعد. وقد وافقت عليه مكونات الحكومة مجتمعة. ما حدث على الحدود الجنوبية غير مقبول في كل المقاييس. وأن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المخولة الدفاع عن حدودنا الجنوبية كما الشرقية والشمالية، وكل ما عدا ذلك مخالفات واضحة وفاضحة للدستور واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وتعريض أمن لبنان واستقلاله وسيادته للخرق. كلام الشيخ نعيم قاسم في طهران خرق لـ”النأي بالنفس” وجولة الخزعلي أول خرق عملي.
• ظهر وكأن “القوات اللبنانية” لم يكن لها أي تأثير في مخرج عودة الحريري عن استقالته وتبين كأنكم “أُجبرتم” على الموافقة على المخرج وبيان الحكومة الأخير؟
– في الحقيقة، الرئيس الحريري و”حزب الله” هما من عملا على المخرج الذي تم الاتفاق عليه. والحريري هو الذي وضع الشروط التي عمل على تحقيقها ليؤكد على موضوع النأي بالنفس. وتم التأكيد على هذا الأمر في مجلس الوزراء. ولم يكن “حزب الله” في السابق يتعاطى مع “النأي بالنفس” بالصيغة التي تم الاتفاق عليها. ولا يرى أن “ورقة التفاهم” بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” في خانة التهديد، مع اعترافه بأنها لم تترجم بالشكل المطلوب.
• هل تبارك هذا المخرج؟
– نعم أبارك. وأكرر أن الحريري و”حزب الله” اتفقا على هذا المخرج وعملا سوياً في هذه المسألة.
• كان من الملاحظ أن “حزب الله” في مقدم المستفيدين من التسوية – المخرج التي تم السير بها؟
– الواقع لا يقول هكذا، وعلى الحزب أن ينسحب من الأزمات التي يشارك فيها في المنطقة. ولاحظنا البيان الختامي لمجموعة الدعم في باريس والدول المشاركة فيه، والتي شددت على الالتزام بالقرارين 1701 و1559. وأن استقالة الحريري دفعت الدول المعنية إلى تثبيت هذا الأمر. ما يعني أن الأمور لن تعود إلى الوراء، ولن تصب في مصلحة “حزب الله” الذي تراجع خطوات إلى الوراء نتيجة الضغوط التي حصلت.
أما إذا قام البعض وقال اشربوا “زوم” هذه القرارات فهذا شأن آخر. وفي المناسبة أستغرب كيف أن البعض – في لبنان – عمل على عدم ذكر القرار 1559 في البيان الختامي لمجموعة الدعم، إلى أن اضطرت السفارة الفرنسية إلى توضيح هذا الأمر في بيان أصدرته بالعربية للتأكيد على القرار المذكور.
• يبدو أن “ورقة التفاهم” بينكم وبين “التيار الوطني الحر” أصبحت مهددة بعد الكلام الأخير للوزير جبران باسيل والردود “القواتية” عليه؟
– هذه الورقة غير مهددة، لكن في أحسن الأحوال لم تبقَ على ما كانت عليه، ولم تُترجم كما يجب. وسنبذل كل جهودنا للإبقاء عليها، ونحن نتمسك بها من جهتنا إلى الآخر.
• لكن الوزير باسيل لا يقدم هذا التوصيف الذي تقدمونه حيالها؟
– أشك بذلك. ويبقى المهم أن نعمل على ترجمتها في شكل فعلي وعملي.
• بات من الواضح أن مساحة الخلاف بينكم وبين “تيار المستقبل” إلى اتساع هل ثمة إمكانية لعودة الحرارة بينكما أم أن الجرة انكسرت وكلٌّ في طريقه؟
– عادت قنوات التواصل والحوار بين الطرفين، وإن لم ترجع إلى سابق عهدها، لكن ما سمعناه من البعض ضد “القوات اللبنانية” واستهدافها غير مقبول. وعلى الرغم من ذلك تجري الاتصالات بين الحزبين للوصول إلى علاقة بينهما في شكل أفضل على عكس الحالة التي مررنا بها في الأسابيع الأخيرة.
• هل لديك استعداد للقاء الرئيس الحريري؟
– بالطبع وقريباً.
• متى ستلتقيان؟
– عند الانتهاء من الذيول التي حصلت ومعالجتها وتوضيح بعض الأمور.
• بات من الواضح بعد التبدلات الأخيرة أن “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” سيكونان معاً في حلف انتخابي في أكثر الدوائر على حساب “القوات اللبنانية”؟
– ” الله يوفق”.
• ثمة حلف خماسي سيظهر في الانتخابات المقبلة وستكون ” القوات ” أول المتضررين منه؟
– اذا حصل هذا الحلف فسيقدم أفضل خدمة لـ”القوات”،علماً أنه من المبكر الدخول في تحالفات بدءاً من اليوم، إضافة إلى أن القانون الحالي لا يسمح بهذا النوع من التحالفات. وحزبنا في النهاية لا يخشى هذا الاستحقاق، ولدينا كل الثقة بقواعدنا وباللبنانيين في الدوائر التي سنترشح فيها.
• اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها ألم يخدم “حزب الله” وحلف إيران ويحرج السعودية؟
بكل صراحة، إن خطوة الرئيس ترامب الأخيرة لا أفهمها، لا على الصعيد العملي ولا الساسي، وأن أميركا تفقد دورها وتأثيرها هنا في عملية السلام والمفاوضات. وفقدت الدور الذي كانت تقوم به الذي أصبح محل شكٍّ عند العرب حيال المهمة التاريخية التي كانت تقوم بها بين إسرائيل والفلسطينيين. وباختصار، فإن واشنطن تنازلت وخسرت هذا الدور. وبالطبع فقد خدم الرئيس الأميركي إيران و”حزب الله”، وأدعو الأخير إلى إقامة تمثال لترامب في الضاحية الجنوبية.
النهار