مصادر الشرق الاوسط | الحريري ليس بوارد تعطيل تشكيل الحكومة لحسابات إقليمية ودولية!

علمت “​الشرق الأوسط​” أن ما حملته رسالة ​البابا فرنسيس​ من أبعاد سياسية واجتماعية جاءت ترجمة لمداولاته مع ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​، في زيارته الأخيرة للفاتيكان في نهاية تشرين الثاني الماضي، سواء

بالنسبة إلى مقاربته للتأزّم السياسي الذي يعيق تشكيل ​الحكومة​ في ضوء تحذير ​بكركي​ من جر البلد إلى فراغ يدفع باتجاه إقحامه في الفوضى الشاملة، أو في خصوص تبنّي ​الفاتيكان​ بالكامل لحياد ​لبنان​ الإيجابي الذي من شروط تحقيقه

الابتعاد عن المحاور الإقليمية.

واعتبرت المصادر السياسية المواكبة لمحادثات الراعي في الفاتيكان أن “موقفه حيال رؤيته للمعايير الواجب اتباعها ل​تشكيل الحكومة​ جاء متقدّماً، ويضع بعض الأطراف أمام مسؤولياتها في الحفاظ على الكيان اللبناني، وعدم تعريضه إلى مشاريع

من شأنها أن تهدّد الوجود المسيحي بالدرجة الأولى، وتؤكد أنه يتناغم في معاييره هذه مع ما يطرحه رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ الذي يتموضع تحت سقف المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، باعتبار أن الحريري وبكركي يتعاملان معها على أنها الممر الإجباري لمنع سقوط ​الدولة​ واسترداد قرارها الداخلي المستقل ومنع مصادرته من الخارج. وتلفت إلى أن الفاتيكان كان ولا يزال يحث القوى السيادية والاستقلالية في الشارع المسيحي على ​

الانتفاضة​ وعدم التسليم بمشاريع الأمر الواقع والانفتاح على المسلمين الذين يؤمنون بالتوجّه ذاته، لأنه من دون التلاقي بين جميع هؤلاء لا يمكن الانخراط في إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، وتقول إن الأنظار تتوجه الآن إلى ​الرئيس عون​، لرصد رد

فعله على رسالة البابا فرنسيس من جهة، وعلى الرسالة التوأم لها التي خص بها الراعي اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً، بمناسبة حلول ​عيد الميلاد​.

ورأت المصادر أن رسالة الراعي تلقى كل تأييد من الحريري، لما فيهما من قواسم مشتركة، وتقول إن الأخير ليس في وارد تعطيل تشكيل الحكومة لحسابات إقليمية ودولية، وإن من يحمل عليه هذه الأسباب يحاول الهروب إلى الأمام ظناً منه أنه يعفي نفسه من اتهامه بتأخيرها، لأن التشكيلة المطروحة لا تتيح له السيطرة على البلد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى