“داعش” و”النصرة” معاً.. سيارات مفخخة ضدّ الجيش والوجهة عرسال
كوّن بعض المتابعين والمسؤولين عن معركة الجرود المتوقعة بين “حزب الله” والمسلحين التابعين لكل من جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”، تقديراً مفاده أن المماطلة التي حصلت في المفاوضات لم تكن سوى محاولة لتمرير الوقت وتأجيل المعركة حتى فصل الشتاء، ولم يكن هناك أي نية للوصول إلى تسوية بغية الإنسحاب إلى إدلب، من هنا باتت المعركة واقعة حتماً، لكن التحضيرات لها لا تنحصر بالحزب الذي يَعد بمفاجآت على عدّة مستويات، بل إن “النصرة” و”داعش” يحضران بشكل كبير لخوض معركة يتأملون فيها قلب المعايير وتوازنات القوة عند الحدود اللبنانية.
كل المعلومات المتقاطعة من خلف تلال عرسال تشير إلى أن إتفاقاً وقّع قبل أيام بين جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش” وباركته سرايا “أهل الشام”، نصّ على وقف القتال بين الطرفين، وإطلاق سراح جميع الأسرى وإزالة الحواجز بين مناطق نفوذ الطرفين، كما تمّ الإتفاق على تنسيق العمليات العسكرية والإعلامية من أجل صدّ الهجوم المتوقع على جرود عرسال – فليطة، ورأس بعلبك – قارّة.
تعلم قيادة المسلحين في الجرود أنه من غير الممكن الصمود في وجه “حزب الله” المدعوم بغطاء جوي وصاروخي كبير، خاصة في ظلّ التكتيكات التي يعتمدها الأخير لتجنّب السيارات المفخخة والكمائن، ونظراً للحصار الطويل الذي عانت منه “داعش” و”النصرة” خلال السنوات الماضية، لذا تتجه الأنظار نحو الخطة البديلة التي قد تعتمدها التنظيمات للإلتفاف على العاصفة القادمة.
تتوقع مصادر مطلعة أن تحاول المجموعات الإرهابية الإلتفاف نحو بلدة عرسال، عبر إستهداف الجيش اللبناني بسيارات مفخخة وراجمات الصواريخ بغية كسر خط الدفاع عن البلدة والدخول إليها مما سيشكل ضغطاً كبيراً على “حزب الله” الذي لن يستطيع خوض معركة في بلدة عرسال نظراً للحساسيات المذهبية.
إضافة إلى محاولة الدخول إلى عرسال، ستسعى “داعش” إلى قصف بلدات رأس بعلبك والقاع إضافة إلى قرى شيعية قريبة براجمات الصواريخ المتاحة، مما يشكل بدوره ضغطاً إضافياً.
وترى المصادر إلى أن الجيش اللبناني سيتصدى لهذه المحاولات، عبر عمليات إستباقية يقوم بها مع “حزب الله” فور بدء المعركة ليتقدم إلى التلال الملاصقة بعرسال بغية التثبيت فيها، من دون التقدم نحو الجرود ولا الإكتفاء بالتمركز عند حواجزه على أطراف البلدة.