عن هادي قشمر ( 21 عاماً) … عريس صريفا كتب قبل يوم عن امنياته، فجاءه الموت ليطفئ زهرة شبابه ويخطف كل احلامه

لم يكن احد ليتوقع ان بين لحظة واختها ان القدر سيلعب لعبته الازلية التي لا رجوع عنها ويخطف في غفلة شاباً في ريعان ربيع حياته هو المرحوم هادي قشمر ابن الحادية والعشرين عاماً ….

كان هادي على موعد مع اصدقائه الذين انتظروه ولم يحضر بل سبقه اليهم خبر وفاته المفجع، فالشاب المعروف بصداقاته الكثيرة كان يقضي كل اوقات فراغه مع مجموعة كبيرة من اصدقاء واحبائه من صريفا والجوار، وكان ” الهمشري” الظريف محبوب الجميع، فهو صاحب ” حشكة” لا يتأخر في مد يد العون لكل من احتاجها صغيراً كان ام كبيراً ….

ينتمي هادي لاسرة جنوبية من صريفا الوادعة ، والده عامل ميكانيك كادح ومكافح وله من الاخوة والاخوات 4 من الشباب و2 من البنات، وقد تعلم هادي المصلحة عن والده فبات يساعده في اعماله الشاقة والمتعبة وينتقل بين صور وصريفا لهذه الغاية.

قبل رحيله بيوم كتب هادي على صفحته على الفايس ” بوست الوداع” حدد على ما يبدو فيه سياسته في هذه الحياة ونظرته اليها والتي لم يمهله القدر ليطبق شيئاً منها، قال هادي ” كن بسيطاً مسالماً، الا بإحلامك انتزعها من يد الحياة بكل قوة ” !!، وبالفعل كان هادي رحمه الله بسيطاً محباً مسالماً الا ان الموت انتزعه من الحياة في ريعان الحلم، ولم يترك له ادنى فرصة لتحقيق شيئ من احلامه التي كان يمني النفس بأن ينتزعها من هذه الحياة ….

عطل مفاجئ اصاب مكابح الية تزفييت ، انحرفت بسرعة عن مسارها بعدما فقد سائقها كل سيطرة عليها، وصدمت دراجة هادي بشكل مباشر واصابته بشكل قاتل، فكانت النهاية الحزينة، ليعم من بعدها الحزن والاسى في كل ارجاء صريفا التي اعتادت ان تقدم التضحيات في كل الميادين …..