الى أين سيحلّق الدولار؟

جرّ “تحليق” سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء المصائب المعيشيّة على

اللبنانيين، بينما أصبح واضحاً للقاصي والداني أنّه ينطوي على خلفيّة سياسيّة خبيثة.

الأمر يؤكّده الباحث في “الدوليّة للمعلومات” محمد شمس الدين، شارحاً أنّ “ارتفاع سعر الدولار في السوق

السوداء مسألة غير إقتصاديّة على الإطلاق، بل تخضع للمضاربة بين منصّات وتطبيقات قائمة على صراع

سياسي، وهذه فضيحة بكل معنى الكلمة، فالواقع أنّ قيمة العملة الوطنيّة أصبحت خاضعة إلى منصّة في

ظلّ حالة فلتان مفتوحة على محاولات الجهات كافّةً للإستفادة وتحصيل الأرباح”.

المؤسف أكثر أنّ هذا الإرتفاع يدفع إلى الحديث عن واقع معيشيّ غير مستقرّ للّبنانيين حتّى إشعار آخر، حيث

يُحذّر شمس الدين من أنّ “أيّ زيادة في الأجور ستقود حتماً إلى التضخّم وتآكل القدرة الشرائية، في الوقت

الذي أصبحت نسبة 85% من اللبنانيين تحت خطّ الأجر الذي يؤمّن الحياة المعقولة”.

ووسط انعدام الخطوات لإنتاج المخارج، يُشدّد على أنّه “في حال أطلقت الحكومة خطّة للنقل المشترك، عندها

يُمكن الإستغناء عن السيارة وتوفير مليون ليرة شهرياً، إلاّ أنّه لا يوجد قرار ولا إرادة بل هناك إستسلام للأزمة”،

مشيراً إلى أنّه “للمرّة الأولى، هناك موجة نزوح من المدينة إلى القرية حيث تكاليف المعيشة أقلّ رغم الغلاء،

والطاقة الكهربائيّة متوفّرة ولا أزمة مياه والحياة أسهل، وهذه هجرة عكسيّة للواقع الذي شهدناه في السنوات

الماضية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى