الحريري يتعرّض لـ”نوبة رَبو”.. وللمزايدين | “مِش مَبلوعة”!

ذكرت صحيفة “الجمهورية”، أن “الرئيس سعد الحريري لم يكن يتوقع أن “تهترئ” حكومته بهذه السرعة. أشهر قليلة كانت كافية حتى تنزلق تلك الحكومة من شعار “الى العمل” نحو مستنقع “الى المناكفة”، وليس أدلّ على ذلك من ظهورها جسماً منقسماً ومتشظّياً خلال جلسات مناقشة مشروع الموازنة في مجلس النواب”.

وفي مقالٍ للصحفي عماد مرمل، أشارت “الصحيفة” إلى أن “عوارض الوهن والتفكك ظهرت بوضوح على الحكومة بعد حادثة قبرشمون، التي ما زالت تعطّل انعقاد مجلس الوزراء في انتظار ابتكار معالجة قضائية – سياسية، تسمح بلَمّ شمله من جهة، وباحتواء ذيول الحادثة من جهة أخرى”.

وتابعت، “من سوء حظ الحريري والبلد، أنّ مناقشة الموازنة في الهيئة العامة لمجلس النواب تمّت قبل إيجاد المعالجة اللازمة لواقعة الجبل الدموية،

الأمر الذي أرخى بظلاله القاتمة على شكل الحكومة التي عجزت عن الاجتماع قبل انطلاق الجلسات النيابية، ثم ظهرت خلالها مبعثرة ومترنّحة، على الرغم من كل محاولات الحريري لرَتق ثوبها الممزق وإخفاء “كومة” أشواكها خلف ورقة توت رقيقة وهشّة”.

ولفتت إلى أن” الحريري تعرّض أثناء الجلسة النيابية أمس لـ”نوبة رَبو” سياسية، بعد الهجوم العنيف الذي شنّه عضو “اللقاء التشاوري” النائب فيصل كرامي على الموازنة، ما دفعَ رئيس الحكومة الى تجاوز تجاهله الدائم لوجود “اللقاء”، لافتاً الانتباه الى أنّ ممثله في مجلس الوزراء حسن مراد لم يعترض عليها، في محاولة لإحراج كرامي.

ووفق الانطباعات السائدة لدى القريبين من الحريري، فإنّ الرجل مُستاء من إصرار البعض، ضمن فريقي الحلفاء والخصوم، على مواصلة استخدام “الخطاب الشعبوي” في لحظة حساسة ومفصلية، لم تعد تحتمل هذا الترف الذي كانت أضراره في السابق أقل بكثير مما هي عليه الآن.

لا يجادل الحريري في الحق الدستوري للنائب في أن يراقب ويعارض، لكنه يعتبر انه ليس من المنطق، بالمعيار السياسي، أن يوافق بعض الأطراف على الموازنة في مجلس الوزراء او ان يتحفّظ عن عدد من بنودها، ثم يبادر في مجلس النواب الى معارضتها والتصويت ضدها، “فقط من باب المزايدة وتسجيل النقاط”.

بالنسبة إليه هذه التصرفات “مش مَبلوعة”، ولا تتناسَب مع “مفهوم التضامن الوزاري ودقة المرحلة التي تتطلب ترفّعاً عن النكايات العبثية والتكتيكات الضيقة”.

ويستغرب المحيطون بالحريري كيف “انّ هناك من لا يزال يعتمد سياسة التشاطر والتمريك، من دون تقدير خطورة التحديات الداهمة في هذه المرحلة المصيرية، كما تبيّن من مسار الجلسات النيابية”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى