ناشيونال إنتيرست | إصلاحات بن سلمان قد تأتي بنتائج عكسية!

ذكر الموقع الإلكتروني لمجلة “ناشيونال إنتيرست” الأميركية، ان الإصلاحات التي قام بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان آل سعود، لتحديث المملكة يمكن أن تنقلب عليه خاصة أن المملكة قامت على تحالف مع الحركات الدينية بالأساس، وإصلاحات بن سلمان تشدد على أهمية استبعاد تلك الحركات الدينية وتخفيف تأثيرها.

ورأى الموقع أن ما تشهده المملكة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه محمد، أكثر من مجرد تطهير وتعزيز سلطتهما وإنما هو انقلاب “وكل الأعمال التي يقوم بها بن سلمان هي أعمال انقلابية؛ لأنها إذا نجحت فإنها ستغير هوية السعودية ودستورها، فهو انقلاب ليس من قبل الجيش ولكن من قبل الملك وتحت سلطته الخاصة، والنظام الجديد حتى وإن ظهر بمظهر الإصلاحي، إلا أنه أيضاً لا يختلف عن القديم لكونه نظاماً استبدادياً”.

إذا سارت الأمور كما يخطط لها بن سلمان فإنه سيتولى العرش خلفاً لوالده وسيحل محل النظام القديم، حيث ينتقل الحكم لأول مرة إلى أحد أحفاد عبد العزيز آل سعود وليس إلى أحد أبنائه، أي إن الحكم ينتقل من جيل إلى آخر.

وأضاف الموقع: شكّل استبدال محمد بن نايف، كولي للعهد، الضربة الأولى في خطة الانقلاب التي قادها سلمان ونجله، صحيح أن الملوك في السعودية لهم سلطة مطلقة، إلا أن ما جرى بتغيير بن نايف كان تخريباً لعملية تعاهدية بين أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده، بشأن توريث السلطة وانتقالها.

بعد ذلك كانت الضربة الأخرى بتوسيع دائرة عمل وزارة الدفاع ونفوذها بقيادة محمد بن سلمان، ثم اندلاع الحرب في اليمن التي أدت إلى استنزاف الاقتصاد السعودي، ثم قرر فرض حصار على قطر بالتعاون مع الإمارات بحجة أن الدوحة تدعم الجماعات الإسلامية وإلاخوان المسلمين، وأن قناة الجزيرة القطرية تروج لهذا الفكر، ثم ختم تحركاته الخارجية بمحاولة فرض الاستقالة على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الحليف اللبناني الأقرب للرياض، والتي أعلنها في الرابع من تشرين الثاني الماضي قبل أن يعدل عنها بعد عودته إلى بيروت.

بعد ذلك لجأ بن سلمان إلى محاولة تصدير نفسه من خلال إعداد رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد في السعودية، وعدم الاعتماد على النفط كمورد رئيسي لخزينة الدولة.

شرع بن سلمان بجملة إصلاحات محاولاً من خلالها الإيحاء بأن مملكة أخرى تتشكل، وأن نظاماً آخر يرى النور على يديه، فسمح للمرأة بأن تقود السيارة.

كل هذه التحركات يمكن أن تأتي بنتائج عكسية على الملك سلمان وابنه، فالاستثمار الكبير الذي أعلن عنه الملك سلمان في منطقة عبد الله المالية الجديدة بالرياض، والذي تصل قيمته إلى نحو 10 مليارات دولارت كان مخيباً للآمال.

كما أن إعلان بن سلمان عن رؤية 2030 وعن إعادة بناء السعودية التي ستتخذ سياسة معتدلة، من شأنه أن يلغي اتفاق عبد العزيز آل سعود، مع الجماعات القبلية ومع الحركة الوهابية التي حصل على دعمها مقابل تأسيس دولته، بالإضافة إلى أن الرؤية من شأنها أن تغير عادات اجتماعية وسياسية واقتصادية في السعودية، بما في ذلك تزايد إدخال العمالة الوافدة، وأيضاً تحرير المعايير الاجتماعية السعودية.

وتشير المجلة إلى أن الرؤية لا تلقى ترحيباً كبيراً داخل المؤسسة المحافظة في السعودية، وإن كانت قد وجدت لها صدى بين الشباب السعودي، موضحة أن “حرب اليمن سببت خسارة اقتصادية وعسكرية ضخمة ولم تسر الأمور على ما يرام، كما أن دولة قطر تمكنت من تجاوز آثار الحصار الاقتصادي الذي فرض عليها، كما أن عملية اعتقال الأمراء والوزراء التي قام بها بن سلمان لم تكن ذات وقع جيد، رغم أنها كانت تنادي بمحاربة الفاسدين”.

وتختم المجلة مقالتها بالقول إن على الرئيس ترامب أن يكبح جماح السعودية في تطلعاتها الخارجية، وأن يبقى بعيداً عن المراوغة الداخلية التي يقوم بها بن سلمان، رغم أنه يجب على أميركا أن تشجع تلك الجهود الرامية إلى تنويع الاقتصاد.

(ناشيونال إنتيرست ـ الخليج اونلاين)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى