بعد بتر اثنين من أطرافها…قطة “تَمنع” الصيد في إحدى القرى العكارية

“أطلق نيرانك لا ترحم”… لربما استمع أحدهم إلى هنا، ولم يُكمل سماع القصيدة! وعذراً لاستخدام كلماتها في غير مكانها الصائب، لكن لا مبرّر لإطلاق النار بوجه كائن مُسالم. ويصح القول: أطلِق نيران جهلك، أطلِقها إرضاءً لنزعتك الشريرة! هو حال بعض الأشخاص الذين يتلذّذون بإيذاء حيوانات أليفة. وفي لبنان في منطقة عكار، عُثر على قطة صغيرة مصابة إصابة بليغة، تبيّن أن السبب طلق ناري من مسافة قريبة.
لا تملك إلا “المواء”، أما هو فكان متباهياً ببارودة صيد، “تمرجل” بها على ضعف كائن لا حول له ولا قوة. وفي المعلومات التي حصلنا عليها في بنت جبيل.أورغ أن مواطناً عثر على القطة، ونقلها للمعالجة حيث بُترت أطرافها المصابة.
استدعت الحادثة تدخل رئيس بلدية الغزيلة في محافظة عكار، وأصدر قراراً اليوم بمنع الصيد في خراج البلدة تحت طائلة المسؤولية والملاحقة القانونية. وذلك نتيجة مخالفات متكررة يقوم بها بعض هواة الصيد، آخرها إطلاق النار على القطة التي ذكرناها.
كما علّقت البلدية لافتة تنبيهية عند مدخل البلدة، كتب عليها “ممنوع الصيد في بلدة الغزلية تحت طائلة المسؤولية والملاحقة القانونية”.
الجدير بالذكر أنه منذ بضعة أشهر انتشرت مقاطع فيديو لشخص يركل القطط، ويومها أثار ضجة واسعة في لبنان، وانتشرت المطالبات بملاحقة ومحاسبة “المُعنِّف”.
وتعليقاً على الموضوع، قد يستخف البعض ويقول “تركتوا كل المصايب، ولحقتوا بسينه”! ولكن الإنسانية تفرض الرفق بالحيوان، في كل الظروف. والواجب يحتّم إنصاف الكائنات المستضعفة متى استطعنا لذلك سبيلاً.
وبالعودة للقصة، فإن استعراض العضلات ومهارات الصيد، دفعت ثمنه قطة ودودة. وللمفارقة، وفي عالم الحيوانات تعتبر القطط من الأنظف وهي صيادةٌ ماهرة، ولكن لم نسمع يوماً أن قطة اصطادت ما لا يمكنها أكله…فأيهما العاقل هنا؟ القطّة أم الصيّاد؟
داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى