عسكريون أجانب.. اتفاقات سرية.. ومقار للتجسس: من يشوّش على إنجازات الجيش؟
كتب ميشال نصر في “الديار”: بعدما هدأت موجة التصعيد السياسي التي ارتبطت باقرار قانون الانتخابات النيابية، عادت الى السطح مسألة القواعد الجوية اللبنانية واللغط السائد حول تواجد عناصر عسكرية أجنبية فيها، وهبوط طائرات عسكرية ناقلة اعتدة وذخائر للجيش اللبناني في اطار برامج المساعدات، ليصل حدود الحديث عن اتفاقات سرية لتأجير تلك القواعد واستخدامها كمقار للتجسس او منطلقا لعمليات في المنطقة، بهدف التشويش على انجازات الجيش ونجاح الزيارات التي يقوم بها قائد الجيش الى الخارج ونجاح القيادة في تأمين الكثير من العتاد النوعي طوال الفترة السابقة والحالية والتي سمحت بنقلة نوعية وقلبت موازين القوى على صعيد المواجهة مع الارهاب.
مصدر مطلع على تفاصيل المساعدات الأميركية المقدمة للجيش اللبناني ومشارك في المفاوضات التي عقدت وتعقد مع الجانب الاميركي سواء خلال زيارات الوفود العسكرية الى لبنان او في الخارج اكد ان كل ما يشاع عن اتفاقات “من تحت الطاولة” مع الاميركيين تارة لتأجير قواعد لاغراض عسكرية وطورا لاهداف امنية هو عار عن الصحة بالكامل، فلا الغرب وخصوصا الاميركيون طلبوا ذلك ولا اللبنانيون عرضوا ذلك، معيدا اللبنانيين الى فترة الثمانينات حينما تواجدت قوات المارينز في بيروت لم يحصل ذلك فكيف بالاحرى اليوم في ظل الاوضاع التي تمر بها المنطقة وانقسام المحاور الحاد فضلا عن التركيبة اللبنانية التي لا تسمح بذلك، وهو ما يدركه الاميركيون بكل الحالات وحريصون عليه اكثر من بعض القيادات اللبنانية “التي تحاول اللعب بالنار”.
وتابع المصدر بأن واشنطن تتعاون الى اقصى الدرجات في مجال تأمين المساعدات للجيش وتأهيل مطاراته العسكرية وابرزها قاعدة حامات الجوية التي لم تكن اكثر من مدرج اقامته احدى الميليشيات سابقا قبل ان يستخدمه الجيش السوري وتنتقل اليه القوات الجوية اللبنانية بعد عام 2005 نظرا للموقع الاستراتيجي لتلك القاعدة، مشيرة الى ان هذا القاعدة يشغلها حاليا سرب طائرات البوما المملوكة من الجيش والتي قدمتها الامارات العربية المتحدة كهبة للبنان، وقد نجح الفنيون والمهندسون اللبنانيون، وبالاستناد الى تجربتهم خلال حرب نهر البارد، بالاستفادة من العتاد الجوي المتوفر في مخازن القوات الجوية من صواريخ وقذائف عائدة لطائرات حربية اخرجت من الخدمة اللبنانية، من استعمالها مع تحويل طائرات مروحية مجهزة للنقل الى “قاذفات” قنابل مجهزة براجمات صواريخ ومدافع رشاشة متوسطة وثقيلة سمحت بتامين جزء اساسي من الغطاء الجوي لوحدات الجيش اللبناني في حربها ضد الارهاب.
وكشفت المصادر انه الى جانب القاعدة الجوية التي تستخدم احيانا من قبل طائرات الـ “هيركليوز 130” التابعة لسلاح الجو الاميركي والتي تقوم بنقل اعتدة عسكرية وذخائر الى لبنان، اقامت قيادة الجيش منشأتين للتدريب، الاولى هي مدرسة القوات الخاصة التي تواجدت سابقا في منطقة برمانا ورومية وهي تهتم بتدريب وتنشئة عناصر الافواج الخاصة اللبنانية من مغاوير وتدخل، وهي تم تجهيزها لهذه الغاية بنماذج طائرات للانزال وابراج وغيرها، كما اقيم الى مقربة من القاعدة حقل رماية يستخدم دوريا في المناورات التكتية التي يقيمها للجيش لوحداته العسكرية في اطار التعاون بين اكثر من وحدة عسكرية، معتبرة ان تواجد فرق تدريب اميركية وبريطانية وفرنسية امر طبيعي جدا، وان هذه المجموعات موجودة في لبنان بموجب اتفاقات موقعة بين الاطراف المعنية يمكن لاي طرف لبناني الاطلاع عليها، وفقا للقوانين اللبنانية المرعية.
وحول الحديث عن أجهزة تنصت وعواميد ارسال مركزة في المنطقة، اكدت المصادر ان القاعدة الجوية مجهزة برادار متطور جوي وكذلك برادار بحري في اطار شبكة الرادارات التي قدمتها الحكومة الالمانية للبنان بعد حرب تموز 2006 وهي تسمح لرصد المياه اللبنانية الاقليمية وكذلك زودت القاعدة ببرج مراقبة جوي وبـ “هنكارات” لصيانة وتعهد الطائرات، نافية وجود اي طائرات من دون طيار مسيرة من قبل خبراء اجانب، مشيرة الى ان الطائرات من دون طيار المتواجدة في لبنان نوعين، منها اليدوي الذي يتم اطلاقه من على الجبهة ومنها الاكبر حجما التي تنطلق من قاعدة رياق الجوية، التي اثير الكثير من الجدل حولها طوال الفترة السابقة، والذي بدوره عار عن الصحة، اذ انها مشغولة بالكامل من قبل الجيش اللبناني، وان الخبراء العسكريين الموجودين فيها يعملون على تجهيز المنشآت التي يتم بناؤها فيما خص المدرسة المخصصة لتدريب افواج حماية الحدود بالتعاون مع الحكومة البريطانية، وهبوط طائرات النقل الاميركية فيها بشكل دوري هو امر روتيني يرتبط بالحاجات اللوجستية لا أكثر ولا أقل