تجارب تروى للمرة الأولى.. شفنا الموت بعيونا !!

“كتب” رمال جوني في “نداء الوطن” لم يصدق رفيق كمال والد الطالب هادي كمال أنه حضن ولده من جديد، ايام عصيبة عاشتها العائلة بانتظار وصول ولدها الهارب من جحيم الحرب الروسية ـ الاوكرانية. ايام طويلة لم ينم خلالها رفيق كما زوجته وهما يتابعان تفاصيل فرار ابنهما هادي من لهيب نيران الموت التي اشتعلت في مقاطعات اوكرانيا، ومنها مقاطعة بولتوفيا حيث يتابع هادي دراسته الجامعية في اختصاص الطب.

بالامس وصل هادي مع عدد من الطلاب اللبنانيين الى مطار بيروت، علامات التعب البادية على وجوه الجميع تخبر حجم المعاناة التي عاشوها قبل ان يعبروا حدود الموت الى بر الأمان.

في رحلة العذاب المرة التي مشاها هادي مع 11 طالباً من رفاقه سيراً على الاقدام لثلاثة أيام متواصلة من دون نوم ولا مأكل ومشرب، عاش الخوف والقلق، كان هاجس الموت يلاحقهم مع كل انفجار وقذيفة وصاروخ.

بين السير على الاقدام والتنقل عبر القطار المزدحم بطالبي الحياة، عاش هادي جحيم الحرب الذي ذاق لهيبها سابقاً في لبنان، ويعرف معنى ان تعيش في ظل المعركة ونيران القذائف.

بحقيبة صغيرة على ظهره هرب هادي ورفاقه، حين استشعر ان الخطر قد دنا منهم، كان يعتزم العودة قبل الحرب «لكن الجامعة رفضت مغادرتنا بالتزامن مع بيان وزارة الخارجية، وكان مصيرنا الجامعي على المحك”، يأسف “لان السفارة اللبنانية لم تتدخل في هذا الاطار، لكنا تجنبا كل هذا الخوف والقلق والرعب”، ويضيف “رأيت الموت بعيوني، في كل رحلتنا الصعبة، حيث البرد القارس والجوع والعطش، كان همنا ان نصل الى الحدود مع رومانيا لنتنفس الصعداء. 50 كلم من العذاب، واضيف اليها انتظار اكثر من 5 ساعات على الحدود مع رومانيا للاستحصال على تصريح السفارة للدخول اضافة الى كلفة التاكسي”.

بين دموع الفرح والقلق في آن يتحدث والد هادي الذي أثلج قلبه برؤية ولده أمام عينيه بعد ايام من المعاناة، وضع كل امكاناته وانشأ غرفة عمليات لمتابعة احوال ابنه ورفاقه عن كثب، لم يعول كثيراً على دولته، فتجربتهم معها في الدولار الطالبي “كفيلة بأن لا نثق بها، شاطرة بالحكي الاعلامي فقط”.

لم تكتمل فرحة هادي، فهناك رفاق له ما زالوا تحت الخطر، في مناطق النزاع الناري، ويدعو الدولة للتواصل مع الصليب الاحمر لتأمين خروج آمن لهم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى