قصة أب عذب ابنته 18 عامًا ليحولها إلى «إنسان خارق»: استخدم الكهرباء مرتين في الأسبوع !!
كشفت امرأة فرنسية طريقة والدها في تعذيبها خلال الصغر، محاولةً منه لتحويلها إلى «إنسان خارق» حسب روايتها، ففي سن الثامنة على سبيل المثال كان يجبرها على لمس سياج مكهرب مرتين على الأقل في الأسبوع، دون أن يبدي تعاطفًا أو انزعاجًا.
وحسب «العربية»، كان الأب يضطرها للبقاء أغلب الوقت داخل مسكنهم شبه المنعزل في منطقة ريفية نائية بشمال فرنسا، في حين يعيش أغلب الوقت سكرانًا مثل مجنون حقيقي، لتبقى بمواجهة تجارب خطيرة لظنون هذا الأب الغريبة.
وفي الحديث عن طفولتها وتجربتها المؤلمة، قالت مودي جوليان إنها كانت تجبر على البقاء داخل قفص مع الفئران لتتأمل تجربة الموت، بحسب ما كان والدها يبرر فعلته، بالإضافة إلى العديد من التجارب الوحشية الأخرى، مثل المشي على حافة منحدر صخري، إلى إجبارها على شرب الويسكي والمشي بعدها باتزان دون أن تسقط.
وكانت والدة «جوليان» تعيش معهما في البيت، لكن لم يسمح لها بأن تقترب من ابنتها أو معانقتها، كما منعت الطفلة من التواصل مع البشر عمومًا، وأضافت أنها تعلمت العطف والحنان فقط من الحيوانات التي كانت تسكن معها، فقد سُمح لها بأن يكون لها كلب واثنين من المهور التي تعشقها، مؤكدةً: «لا أعتقد أنه لولا هذه الحيوانات كنت سأكون موجودة اليوم على قيد الحياة».
وأضافت، خلال حديث لصحيفة «نيويورك بوست»: «لقد قدمت لي هذه الحيوانات مفهوم الاتصال بالآخرين والدفء، لأنه لم يسمح لأحد (في عائلتي) بالمنزل بأن يلمسني أو يتعامل معي».
بلغت «جوليان» الآن الستين من عمرها، بعد أن قضت 18 عامًا من حياتها مع هذا الجحيم الأبوي والاعتداء الجسدي والعاطفي من قبل والدها، المصاب بمرض جنون العظمة واسمه لويس ديدييه، وذلك وفقًا لمذكراتها الجديدة التي أصدرتها بعنوان «الفتاة الوحيدة في العالم».
تقول الابنة عن والدها: «لاشك أنه كان معتوهًا مع إدمان الكحول.. كما يعتقد بعبادة غامضة غير مفهومة لي»، مردفةً: «كان يؤمن بأن العالم على وشك النهاية، وأن عليه أن يدرّب ابنته لكي تكون المنقذ الذي سوف يقود الانتفاضة ضد الشر».
كشفت «جوليان» في قصتها كيف كان والدها تبنى والدتها «جينين» وهي في السادسة من عمرها، ومن ثم أعدها لكي تصبح زوجته وتزوجها، لتنجبها الأم في عام 1957 بعد أن صار «ديدييه» ثريًا، من خلال عمله في مجال النقل والشحن عقب الحرب العالمية الثانية.
ومنذ سنوات الطفولة الأولى شرع في تحويل ابنته لحقل تجارب لهوسه المزعوم، بأن يحولها لهذا الكائن الخارق، حيث تشمل التجارب الجسدية والذهنية، وتروي عن أحد التجارب أنه كان مطلوبًا منها ذبح المواشي، أو التعود على المس الكهربائي، تقول: «كان يطلب مني أن أضع كلتي يدي على السياج الكهربائي ومن ثم يجب ألا أقوم بأي ردة فعل».
وإلى اليوم فإن جسد «جوليان» لا يزال يحمل ندوبًا من تلك الفترة المبكرة، بالإضافة إلى الأوجاع النفسية التي لم تتخلص منها تماما إلى اللحظة، كما لديها تليف في الكبد من خلال الكحول التي أجبرها والدها على شرابها وهي طفلة صغيرة، كما تعرضت للإيذاء الجنسي من قبل أحد عمّال والدها، وذلك في الفترة من سن 3 : 13 عامًا.
ساعدت «جوليان» نفسها على العلاج من خلال إدمان قراءة الكتب، التي وجدت فيها عالمًا آخر، وكتابها المفضل هو رواية «كونت مونتي كريستو» لألكسندر دوماس، وقد تطلبها الأمر ليس قليلاً من السنوات لتتخلص من والدها في الواقع.
وتروي أنه في عام 1972 سمح «ديدييه» لمدرس الموسيقى الفرنسي أندريه مولين بأن يأتي إلى بيتهم لتعليمها كيف تعزف على الأكورديون والبيانو، وتقول إنه زارها لمدة 3 سنوات واكتسب ثقة والدها ببطء، وشجعه على السماح له بتعليمها في متجره في المدينة.
عندما بلغت 18 عامًا وافق «ديدييه» على السماح لها بالزواج من موسيقي قابلته في دروس العزف، بشرط تركها بعد ستة أشهر لتعود إلى المنزل عذراء، ولكن بمجرد تزويجها اغتنمت «جوليان» الفرصة وهربت مع زوجها الشاب من جحيم الأب إلى الأبد، والذي توفي في عام 1981.
اتجهت «جوليان» بعدها إلى العيش وحيدةً، ثم تزوجت مرة أخرى وأنجبت ابنتين، وهي الآن جدة تعيش في باريس، كما خضعت لعلاج مكثف للتغلب على طفولتها الصادمة، وأصبحت الآن طبيبة نفسية مع مرضها.
تقول «جوليان»عن مذكراتها، التي نقلتها في الكتاب، بأنها كانت تجربة مروعة تعيدها إلى الماضي الأليم، لكنها تشكل أيضًا نوعًا من العلاج النفسي والهروب من الذكريات الأليمة بما يشبه «دليل للهروب».
وأهدت «جوليان» الكتاب إلى أمها التي لا تزال هي غريبة عنها، موضحةً: «لقد كانت ضحية هي الأخرى»مردفةً: «لم تبد الأم أي تفاعل مباشرة، لكني سمعت من خلال بعض الوسطاء أنها خائفة وليست سعيدة بما كتبته، ولم تكن ترغب أن يكتب مثل هذا الكتاب».
(يا صور)