“لا يوجد دولة أكبر من لبنان او اصغر منه، فصحيح أن عددنا قليل ولكن كرامتنا كبيرة”: ماذا أعلن أيضاً فخامة الرئيس ميشال عون؟
“لا يوجد دولة أكبر من لبنان او اصغر منه. فصحيح أن عددنا قليل ولكن كرامتنا كبيرة وهي بحجم انتشارنا في العالم”… بهذه الكلمات توجّه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون الى أبناء الجالية اللبنانيّة في روما، مُطمئناً اللبنانييّن، بأنّ “لبنان لن يتعرّض بعد الآن لمشاكل كثيرة، وسيعلم الجميع أننا دولة ذات سيادة ومستقلة تسودها الحرية، وتتعامل مع غيرها من الدول محترمةً كل القيم التي تلتزم بها الدول في علاقاتها مع بعضها البعض”.
الرئيس عون الذي اختتم جولته الى ايطاليا، أمس الجمعة، عاد وبجعبته تأكيد من رئيس وزراء ايطاليا باولو جانتيلوني، أنّ “حكومته ستعمل على تنظيم مؤتمر خاص لدعم القوات المسلحة اللبنانيّة خلال الفترة المُقبلة، وهي في صدد اجراء الاتصالات اللازمة لضمان نجاحه، وستستمرّ في دعم مهمّة القوات الدوليّة العاملة في الجنوب “اليونيفيل”.
مصادر دبلوماسيّة، رأت أنّ “رئيس الجمهوريّة تمكّن في الفترة الاخيرة لا سيّما منذ تلاوة رئيس الحكومة سعد الحريري بيان الاستقالة من الرياض، من اعادة لبنان الى خارطة اهتمامات الدول الكبرى والخارج، بعدما ابتعد خلال المرحلة السّابقة عن سلّم الاولويّات الدوليّة والاوروبيّة بشكل خاصّ، وكان يحرص في كلّ تصريح ولقاء وجولة على تأكيد أهميّة استقرار البلد ودوره الكبير على صعيد الشرق الاوسط لما يُشكّله من منبر للحوار الاسلامي المسيحي، ونموذج للحرية والديمقراطيّة والعيش المُشترك”.
وأشارت الى أنّ “الرئيس عون ضرب عصفورين بحجرٍ واحد، ووضع أزمات كثيرة على طريق الحلّ بموقف جريء واحد. فمن جهّة، نجح في التعامل مع خطوة الحريري، وحوّلها من أزمة خطيرة الى مشهد تضامن شعبي وسياسيّ، وأبطل من خلال وحدة غالبيّة مواقفه ووعي شعبه مشروع الفتنة الذي كان ولا يزال للأسف يتحضّر لهذا البلد، فكان أن عاد الحريري الى وطنه وتريّث في تقديم استقالته بناءً على تمنّي رئيس الجمهوريّة، فانتقلت الاجواء من السلبيّة المُشبّعة بالقلق، الى تلك الايجابيّة المدعومة بالتفاؤل”.
وأضافت، “أمّا “العصفور الثاني”، تمثّل بعودة لبنان الى الواجهة الدوليّة، بصوت أعلى وحضور أقوى لحثّ الدول الكبرى على الوقوف بثبات الى جانب هذا البلد، ودعمه جدّياً، من خلال توجيه الرئيس عون رسالة الى العالم بأنّ “مستقبل الشرق الاوسط سيكون انطلاقا من بيروت”، وأنّه آن الأوان للخارج بأنّ يتحمّل مسؤوليّة النّازحين السّوريين، ويحمل أعباء هذا الملفّ تماماً كما فعل لبنان ولا يزال منذ بدء الحرب السّورية وحتّى اليوم، بشكل لم يعد قادراً على التحمّل وباتت مصالحه ومعيشة شعبه بخطر”.
وفي هذا الاطار، أشارت المصادر الدبلوماسيّة الى أنّ “الرئيس عون سبق له، قبل استقالة الحريري، أن التقى سفراءَ الدول الخمس الكبرى الدائمة العضويّة في مجلسِ الأمن، ومُمثّل جامعةِ الدولِ العربية، ونائب مُمثّلة الأمين العامّ للأممِ المتّحدة، ووجّه رسالة شديدة اللهجة بضرورةِ مُعالجةِ أزمةِ النزوح السّوريّ، وأعاد طرح هذه القضيّة من ضمن محادثاته الخارجيّة الاخيرة، التي ارتبط قسم منها بوضع الحريري”.
وأكّدت المصادر أنّ “لبنان أمام فرصة حقيقيّة اليوم لحلّ أزمة النّازحين فكما نجح الرئيس عون في احداث هذا الضغط الدوليّ الكبير، واعادة احياء علاقاته الدبلوماسيّة ولا سيّما الفرنسيّة التي كان لها الدور الابرز في الازمة الاخيرة، سينجح ايضاً في الضغط على الدول لزيادة مساعداتها للبنان والعمل على معالجة هذا الملفّ من بوابة استقرار لبنان الذي تحرص الدول الكبرى على تثبيته”.
وختمت المصادر بالاشارة الى أنّه “وبينما كان هناك تسريبات في الفترة الاخيرة على تراجع الدعم العسكري والماديّ للبنان، وخصوصاً لناحية المنظّمات التي تتولى ملفّ النّازحين السّوريين في لبنان، عاد الحديث اليوم سواء الفرنسي بتقوية العلاقة اللبنانيّة الفرنسيّة ومساعدة لبنان، أو الاميركي بمواصلة دعم مؤسّسات لبنان ولا سيّما العسكريّة منها بعدما نجح الجيش اللبنانيّ في القضاء على الارهاب، أو الايطالي بتنظيم مؤتمر خاص لدعم القوات المسلحة اللبنانيّة، ودعم القوّات الدوليّة العاملة في الجنوب، وكذلك المؤسّسات المفوّضة بملفّ النّازحين وغيرها الكثير من الملفات”.
ليبانون ديبايت-ريتا الجمال