بين الحرب واعتزال الحريري.. “لوموند”: السعودية طرحت بهاء و3 سيناريوهات لسعد

شغلت قضية الرئيس سعد الحريري الصحف الأجنبية منذ 4 تشرين الثاني الجاري، ولذلك خصّصت صحيفة “لو موند” الفرنسيّة جانبًا لقرّائها ليسألوا ما يريدون معرفته بهذا الصدد، وردّ عليهم مراسل الصحيفة في بيروت بنيامين بارت.

وسئل بارت “إن كانت الإستقالة بمحض إرادة الحريري أو أمليت عليه”، فأجاب: “لم يكن لدى الحريري أي نية للإستقالة عندما ذهب من بيروت الى الرياض، في رحلته الأخيرة”.

وأوضح المراسل أنّ الحريري سعودي الجنسية أيضًا، خلال إجابته عن طريقة التعامل معه في الرياض.

وسئل المراسل: “إذا كانت السعودية وراء الإستقالة فما مصلحتها، ألم يكن الحريري الى جانب الرياض؟”، فردّ قائلاً: ” المملكة ليس مثلما كانت عليه قبل 2015، عندما استلم الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم وأصبح ابنه الأمير محمد من بعده وليًّا للعهد”، بدأت سياسة المملكة تركّز على التوجه المعاكس لإيران، من التدخل في اليمن، ضد الحوثيين الموالين لإيران، وصولاً الى الأزمة مع قطر المتهمة بأنّها مقرّبة من طهران الى قضية الحريري، فموقف الأخير وإصراره على حكومة الوحدة مع “حزب الله” من الأمور التي لن ترضى الرياض بها.

والسؤال الذي أعجب به المراسل كان من أحد قرّاء “لو موند” الذي قال: “نتيجة الإستقالة كانت ترك المجال أمام صعود نفوذ “حزب الله”، كيف استفادت السعودية؟”، فاعتبر المراسل أنّ العمليّة السعودية لم تحقق أهدافها.

وطُلب من بارت التعليق على أنّ عددًا من الصحافيين طرحوا فرضية التحضير لحرب مقبلة، ضد “حزب الله” ولبنان”، فأجاب: “لا حزب الله ولا إسرائيل يرغبان بحرب جديدة، فالحزب منشغل في سوريا أولاً، وثانيًا فهو يعلم أن أي حرب، ولو خرج منها منتصرًا، فستكون مدمّرة للبنان، ومن الجهة الإسرائيلية فالتقديرات بأنّ الحزب يملك حوالى 150 ألف صاروخ، أي 10 مرات أكثر من عام 2006، وهذا الأمر الذي يفكّر فيه الإستراتيجيون بإسرائيل”.

وسئل المراسل عن المستقبل السياسي للحريري، فأجاب: “مستقبله السياسي هو نقطة تساؤل:

-الإحتمال الأول: في أفضل الظروف سيعود الى بيروت ويؤكّد استقالته، ثمّ تعاد تسميته لتأليف حكومة، ويبدأ بمحادثات جديدة مع “حزب الله”.

-الإحتمال الثاني: في أسوأ الإحتمالات، يعود الى بيروت، يقدّم استقالته ويذهب بعد ساعتين الى باريس حيثُ يملك منزلاً ويبتعد لسنوات طويلة عن السياسة اللبنانية.

-الإحتمال الثالث: وهو الأسوأ ألا يسمح له السعوديون بالذهاب الى لبنان، وبالتالي عدم تأكيد استقالته وتقديمها للرئيس ميشال عون، وبالتالي يبقى في المملكة، ويغرق لبنان في الأزمة”.

ولفت المراسل الى أنّ السعوديين حاولوا ترفيع بهاء الحريري أو الدفع به فهو معروف بأنّه ضد “حزب الله ولكنّ عائلة الحريري عارضت هذا المخطّط. وتابع: “إذا لم يعد الحريري الى بيروت وإذا لم يقدم “حزب الله” على خطوة تمكّنه من بناء إئتلاف حكومي جديد، ترضى به الرياض، فسيستغرق الفراغ في السلطة التنفيذية كثيرًا”. وختم قائلاً “إنّ لبنان اعتاد على هذا الأمر، فقد شغرت الرئاسة لأكثر من عامين”.

(لو موند – لبنان 24)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى