“ألغام” في شوارع بيروت.. “نيويورك تايمز” تحذر اللبنانيين!

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريراً عن ظاهرة ترك أصحاب الكلاب في بيروت مخلفات حيواناتهم على الطرقات، مشيرةً إلى أنّ السير في المدينة “يستدعي توخي حذر “الألغام الأرضية” على الأرصفة” وإلى أنّ بلدية العاصمة تحرّكت عبر وضع لافتات تدعو أصحاب الكلاب إلى تحمّل هذه المسؤولية.

واستهلت الصحيفة تقريرها ناقلةً عن اللبناني جاد نوفل، الذي كان يسير برفقة كلبه “بويكو” في أحد الشوارع الفارهة والهادئة في بيروت، قوله: “يعتبر اللبنانيون تنظيف المخلفات أمراً محرجاً بعض الشيء. فهي ليست موجودة على أملاكهم الخاصة.. إنّهم لا يهتمون لهذه المسألة”.

من جهتها، أكّدت كارول بابكيان، رئيسة جمعية “أشرفية 2020″، والعضو في مجموعة تحاول نقل المدينة إلى القرن العشرين الذي يمارس فيه أصحاب الكلاب عادة تنظيف مخلفاتها، أنّ ما قاله نوفل صحيحاً، موضحةً: “إذا تشعر أنّك تنتمي إلى بلد ما، فإنّك تهتم لأمر هذا البلد”، ومستدركة: “لكن لكل واحد هنا تصوّره الخاص عن لبنان”.

وتابعت الصحيفة بالقول إنّ الحديث عن تنظيف مخلفات الحيوانات يتحوّل سريعاً إلى حديث عن مفاهيم المواطنة والقومية والانتماء والنظام السياسي الطائفي اللبناني وأخيراً الحرب الأهلية، مشيرةً إلى أنّ الناشطين المدنيين يرون أنّ سنوات العنف هذه قضت على حس اللبنانيين بالأماكن العامة المشتركة.

في هذا السياق، علّق جاد شعبان، وهو بروفيسور وعضو في “بيروت مدينتي”، بالقول إنّ الناس كانوا يخافون من الطرقات والأرصفة خلال الحرب الأهلية، منتقداً أعمال إعادة الإعمار لأنّها تمت من دون إعطاء أهمية بشكل شبه تام للمساحات في الشوارع العامة.

في ما يتعلّق بالحركة التي نشأت لحل مشكلة الطرقات الملطخة بمخلفات الحيوانات، أوضحت الصحيفة أنّها بدأت قبل سنتين وتضم بابكيان وغيرها من الناشطين وناشطين في مجال حقوق الحيوان وطبيياً بيطرياً (ماهر يحيى) والنائب نديم الجميل، كاشفةً أنّها تعرضت لمقاومة شرسة عندما بدأت بممارسة نشاطاتها في أحياء بيروت الغربية والشرقية.

بدوره، وصف الطبيب البيطري ماهر يحيى الذي بدأ حملته الخاصة في أحياء بيروت الغربية بعد عودته من كندا في العام 2006 ما حصل معه بالفوضى العارمة، لافتاً إلى أنّه بدأ ينظف “الألغام الأرضية” خارج عيادته، قبل أن يعلّق 300 علبة تحتوي على قفازات بلاستيكية يمكن لأصحاب الكلاب ارتداءها لتنظيف مخلفاتها.

واستدركت الصحيفة بأنّ زملاء يحيى بدأوا يتصلون بالمسؤولين واتهموه بأنّه يروّج لنفسه لأنّه يطبع اسم عيادته ورقمه على العلب، مضيفةً بأن القفازات انتهت بين يدي بائعي عرانيس الذرة الذين يتجلون على الكورنيش.

عن أنشطة الحركة، قالت الصحيفة إنّها قامت بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرةً أنّ الحل البديهي، المتمثل بفرض غرامة مثل تلك التي نظّفت أرصفة مدينة نيويورك في العام 1978 سيكون عديم الجدوى.

ختاماً، تحدّثت الصحيفة عن وجود بصيص أمل في سيوفي، مستشهدةً بإقدام عاملة منزل فيليبينية كانت تتنزه برفقة كلب على تنظيف مخلفاته، لافتةً إلى أنّ جوزين باكارو (46 عاماً) تحاول إقناع أصحاب الحيوانات الأليفة بحذو حذوها ولكنهم “عنيدون”.

(ترجمة “لبنان 24” – NYT)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى