هل من علاقة لخطف المواطن السعودي بقضية الحريري؟

كتب عمر ابراهيم في “سفير “الشمال”: لم يكن ينقص العلاقات المتوترة بين لبنان والسعودية سوى حادثة اختطاف مواطن سعودي في ظروف غامضة في منطقة العقيبة في كسروان، وسط تضارب في المعلومات بين عملية خطف للابتزاز المالي، وبين خطف سياسي وفق ما ورد على موقع “سبق السعودي” الذي أورد خبرا مفاده ان السفارة السعودية تجري اتصالات للافراج عن مواطن سعودي اختطفه “حزب الله”.

حادثة الاختطاف هذه التي تأتي في وقت كانت فيه السعودية وبعض دول الخليج طالبت رعاياها بمغادرة لبنان وعدم التوجه اليه، جاءت بمثابة “صب الزيت على النار”، رغم ان الأجهزة الامنية اللبنانية تتعاطى معها على انها عملية خطف من اجل الابتزاز المالي، وفقا لإفادة زوجة المختطف السورية، التي أكدت تلقيها اتصالا من الخاطفين يطالبونها بدفع فدية مالية مقدارها مليون دولار اميركي.

عملية الخطف التي طالت المواطن السعودي علي البشراوي (32 عاما) المتحدر من محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، كان لها ان تمر مرور الكرام في ظروف مغايرة، لكنها سرعان ما أخذت طابعا سياسيا، وربما هذا ما دفع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى التعليق بالقول عبر تغريدة على تويتر “لن نسمح باستغلال الأزمة السياسية لتعكير الأجواء. فسلامة وأمن مواطني السعودية وجميع الرعايا العرب والأجانب أولوية لسلطات لبنان ومؤسساته، والعبث بالأمن والاستقرار خطّ أحمر ممنوع تجاوزه، والأجهزة مستنفرة للحؤول دون استغلال الظرف السياسي”.

وفي وقت تعمل فيه الأجهزة الامنية للتأكد من صحة رواية الزوجة من خلال رصد الاتصالات، وعما اذا كانت معلوماتها دقيقة، لا سيما ان بلدية العقيبة نفت علمها بوجود شخص سعودي بهذا الاسم كان يقيم في شقق البلدة.

ووفق المعلومات “فان التحقيقات اللبنانية حتى اللحظة تعمل على خط الزوجة والاتصال الذي قالت أنها تلقته، وهي تعمل على جمع معلومات خاصة عن هوية الشخص المختطف وعلاقته مع زوجته ومحيطه وان كان عملية الخطف هذه عائلية او شخصية او مادية، من دون إسقاط أي فرضية اخرى”.

الا ان معلومات موقع سبق خلطت الأوراق وحولت الانظار أقله اعلاميا باتجاه آخر، بعدما نقلت معلومات عن مصادر لم تكشف هويتها تفيد عن تأرجُح مطالب الخاطفين؛ كونهم تارة يطالبون بفدية، وتارة يطالبون بتسليم الحريري.

وايا تكن الأسباب وراء عملية الخطف، فان هكذا حادثة وحتى يتم اكتشاف ملابساتها من شانها ان تؤجج من العلاقة المتوترة بين لبنان والسعودية، وتعجل من إجراءات الدول الخليجية في نقل رعاياها، مما سيزيد من حجم الضغوط على لبنان، وعلى الأجهزة الامنية المطالبة بالإسراع في كشف الملابسات الحقيقية منعا للتأويلات ولأي محاولة استغلال، خصوصا أن هناك من ذهب الى اعتبار عملية الخطف مفبركة وقد يكون صاحب العلاقة شخص مهووس أراد الشهرة في هذا الوقت، الا ان ذلك لا يلغي احتمالات اخرى ومنها ايضا وجود طابور خامس يسعى الى الدفع قدما نحو مزيد من التوتير بين البلدين.

(عمر ابراهيم – سفير الشمال)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى