الثواني القاتلة.. ماذا لو كان إنذار هاواي “المرعب” حقيقيا؟

أعاد تحذير هاواي الكاذب بشأن هجوم وشيك بصاروخ باليستي، السبت الماضي، التذكير بالتهديد النووي الذي تفرضه كوريا الشمالية على الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوترات والحرب الكلامية بين قادة البلدين.

وأُرسل التحذيز على الهواتف المحمولة، وجاء فيه: “صاروخ باليستي يهدد هاواي. احتموا على الفور في الملاجئ. الأمر ليس تدريبا”.

وبعد 38 دقيقة من هذا التحذير، قالت قيادة الجيش الأميركي في المحيط الهادي، إنه لا يوجد تهديد بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه هاواي، وإن رسالة أُرسلت بطريق الخطأ إلى الهواتف المحمولة لسكانها.

ولكن ماذا لو كان هذا التحذير حقيقيا؟

حينها ستجري السلطات الأميركية سلسلة من التقييمات وتتخذ حزمة من القرارات السريعة، التي ربما يترتب عليها عواقب وخيمة، وفق ما ذكرت مجلة “تايم” الأميركية.

وتجري السلطات الإجراءات وتتخذ القرارات، بناء على ما تسجله الأقمار الصناعية المملوكة للأجهزة العسكرية والمخابرات، لرصد ومراقبة أي شيء “غير ملائم” حول العالم.

وصُممت ما تسمى بأقمار الإنذار المبكر لتحديد موقع إطلاق الصاروخ، ومساره، وهدفه المحتمل، في غضون ثوان.

وتشكل مجموعة من الأقمار الصناعية في حجم الحافلات المدرسية، المعروفة باسم برنامج الدعم الدفاعي، العمود الفقري لنظام الإنذار المبكر.

ونظام الإنذار المبكر مزود بأجهزة استشعار عن بعد تعمل بالأشعة تحت الحمراء، لتمييز الإشعاع الحراري المنبعث من محركات الصواريخ، والذي ينعكس على الأرض.

وتتمتع هذه الأقمار الصناعية باستشعار قوي يستطيع الكشف عن إطلاق صاروخ قصير المدى، وبالتالي فهي قادرة على تتبع صاروخ باليستي كوري شمالي يتجه إلى هاواي، حيث تبعد الولاية الأميركية عن العاصمة بيونغ يانغ بنحو 4600 ميل فقط.

ثم يأتي دور منشآت الرادار الأميركية، والسفن البحرية، وأنظمة الكشف التابعة لحلفاء أميركا في المنطقة، للمساعدة في تعقب رحلة الصاروخ.

رادار القياس والتوقيع المخابراتي

وبالاستعانة بإشارات وصور المخابرات الأميركية والأجهزة المتعاونة، ومساعدة الذكاء الصناعي والبشري، تتمكن السلطات الأميركية، في غضون ثوان أو دقائق، من تحديد نقطة انطلاق الصاروخ، وتتبع مساره، وهو ما يجمعه رادار القياس والتوقيع المخابراتي.

وتتلقى القوات الأميركية في كوريا، ومقرها في سيول، والقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، هذه المعلومات.

ومن ثم يتخذ الجيش قرارا بشأن ما إذا كان الأميركيون معرضين للخطر، وإذا كان على الولايات المتحدة أو حلفائها استخدام أنظمة الدفاع الصاروخية لمحاولة الرد.

ويمكن أن يحدث هذا الرد في شبه الجزيرة الكورية، حيث نشرت الولايات المتحدة أخيرا أنظمة جديدة، أو أن تطلق شبكة الدفاع الصاروخي اليابانية نيرانها، أو ترد السفن الحربية الأميركية، التي تحمل أنظمة اعتراضية، وتوجد في المحيط الهادئ.

وكان رئيس قيادة المحيط الهادئ هاري هاريس قال، في أبريل، إن أنظمة الدفاع الصاروخي في هاواي كافية للرد، لكنه اقترح التفكير في وضع أنظمة اعتراضية جديدة ورادارت في حال الحاجة إلى ضرب موجات من الصواريخ القادمة من كوريا الشمالية.

وأضاف هاريس للكونغرس: “أعتقد أن بنية الصواريخ الباليستية لدينا كافية لحماية هاواي اليوم، لكن يمكن سحقها”.

وإذا كان الهجوم الصاروخي نوويا، سيتعين على الرئيس دونالد ترامب اتخاذ قرار بشأن الضربة المضادة.

وسيأمر ترامب الضباط العسكريين الأميركيين في قيادة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والغواصات النووية، أو القاذفات الثقيلة، بالرد.

ومع استمرار تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية، فإن ولايات مثل هاواي تعيد تقييم مدى استعدادها بشكل مستمر في حال وقوع ضربة نووية، وفق “تايم”.

(سكاي نيوز)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى