لا عون يريد الحريري… ولا الحريري قادر على التأليف | والنتيجة لا خرق

محاولة راهنة لتأليف حكومة من 24 وزيرا من دون ثلث معطل لاي طرف، ولكنها في الواقع حكومة سياسية بلباس اختصاصي، فلو كانت من الاختصاصيين التقنيين، لما كنا امام ازمة.

وبانتظار تبيان حظوظ هذه المبادرة بالنجاح، او سيكون مصيرها الفشل على غرار المبادرات السابقة، اوضحت مصادر في قوى 8 آذار ان الرئيس نبيه بري طرح فكرة 3*8 ، بحيث لا “يفوز” احد بالثلث المعطل، وبذلك يتحقق للرئيس ميشال عون رفع العدد من 18 الى فوق العشرين، ويتحقق للرئيس المكلف سعد الحريري عدم حصول اي طرف لا سيما الفريق الرئاسي على الثلث المعطل.

ولكن، اشارت المصادر عبر وكالة “أخبار اليوم” الى انه حتى الآن هذا الاقتراح – الذي لا يتضمن جديدا بل سبق وان عبر عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احدى اطلالاته- لم يحصل على قبول من قبل المعنيين ليتحول الى مبادرة وبالتالي يبدأ النقاش الفعلي حول التفاصيل.

وقالت: الحريري اعطى موافقة مبدئية غير نهائية، في حين ان عون يتصرف وكأنه لم يسمع بذلك. الفريقان بين حدين: الحريري يتصرف على اساس ان عون لا يريده رئيسا للحكومة، وفي المقابل عون يعتبر ان الحريري لا يريد التشكيل.

واضاف: قد يكون الفريقان على حقّ كل من زاوية معينة، فالجميع يعلم ان عون كان يفضّل اي شخصية سوى الحريري، وفي المقابل قد يكون من الصعب على الحريري ان ينجز المهمة، لعدة اعتبارات، منها ان السعودية لم تعطه اي ضوء اخضر للسير قدما، كما ان ليس لديه اي مخرج للمأزق المالي والاقتصادي لا سيما اذا لم ينجح في الحصول على مساعدات وهبات وقروض…

واذ شددت المصادر على ان الحريري ليس في وارد الاعتذار، قالت: لقد وافق الحريري على مبادرة برّي بعد تأييدها من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، كي لا يظهر وكأنه المعطل، وترك للفريق الآخر ان يقبل بها او ان يرفضا، فاذا قبل بها ، يكون قد تنازل عن الثلث المعطل، اما اذا رفض فان الحريري سيتهمه بالتعطيل.

وسئلت: كيف سيكون تقسيم الحصص اذا تمّ السير بصيغة الـ24 وزيرا، قالت: 8 للحريري، 8 لعون، 8 للاطراف الاخرى، واضافت: مع العلم ان التقسيم الطائفي سيلعب دوره في هذا الاطار، وتابعت: على اي حال من المبكر الكلام عن مثل هذه التفاصيل، اذ اولا يجب ان يتم تكريس المبدأ.

ومن سينقل المبادرة الى عون الذي لم يتبلغها بشكل رسمي، قالت: قد يزور بري بعبدا من اجل شرح التفاصيل او ان يتم ذلك عبر حزب الله.

على صعيد آخر، سئلت المصادر عما اذا كانت اتفاقية الخمسة والعشرين عاماً بين الصين وإيران، التي وقعت منذ ايام، لها انعكاس على ملف التأليف؟ استبعدت المصادر الامر، مشيرة الى ان ايران قامت بما يناسبها، وقد حسّنت موقعها التفاوضي مع واشنطن، بغض النظر عن الملف النووي، لا سيما وان الاتفاقية ستخفف الضغط الاقتصادي على طهران من خلال فتح الاسواق الصينية امام الانتاج الايراني بما فيه سوق النفط .

وختمت: لا ندري اذا كانت واشنطن سترفع او ستخفّض العقوبات على ايران، ولا ندري ايضا ما اذا كان الجانب الاميركي يربط ملف تأليف الحكومة اللبنانية بالتفاوض مع ايران او مع الملف اليمني.

المصدر : وكالة أخبار اليوم

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى