هل قصد الحريري بن سلمان بـ’البحصة’؟

معروف أن الرئيس سعد الحريري لا يدخل في مشاكل من دون أن يكون لها عائد أو مردود. لكن، ثمة أسئلة تطرح حول البحصة التي قال إنه سيبقها، وإذا كانت فعلاً تستهدف بعض الأطراف اللبنانية. الأكيد أن الحريري لا يدخل في مشاكل بلا أي عوائد، على الأقل من وضعه كرجل أعمال. بالتالي، لا يمكن أن يكون الحريري قد استدرج للدخول في مواجهة مجانية مع القوات اللبنانية أو قدامى 14 آذار.

في الرسائل التي أراد الحريري إيصالها، ردّ على الإشارات التي كان يطلقها الوزير ثامر السبهان، الذي قال في إحدى تغريداته: “إما معنا وإما ضدنا”. وهو كان يقصد الحريري نفسه وليس اللبنانيين. ما يعني أن البحصة كانت موجهة إلى السعودية. يستند البعض على ذلك للقول إنه “إذا كان الحريري يريد أن يكرر ما قاله المقربون منه منذ الأزمة إلى اليوم، فلن يقدّم أي جديد. كان سيخرج ليعلن شيئاً جديداً”. ويلمّح هؤلاء إلى أن الحريري كان سيبق بحصات متعددة حول السعودية.

كانت المقابلة التلفزيونية مقررة في 21 كانون الأول، أي قبل عطلتي الميلاد ورأس السنة. وهي ترتبط بالوعود التي كان الحريري قد أطلقها لجميع موظفيه بأن كل المستحقات المتأخرة ستدفع قبل رأس السنة. لكن، الحريري لديه ديون تستحق مع دخول السنة الجديدة لمصارف خارجية. وهي مبالغ لا يستهان بها. ثمة من يعتبر أن هناك قاسماً مشتركاً بين هذه المعطيات والبحصة التي كان ينوي أن يبّقها. بالتالي، هو أراد الكلام مع أشخاص في الخارج، كأن يفصح عما حصل معه في السعودية، ويلمّح إلى أنه كان محتجزاً. وإذا كان ذلك سيؤثر سلباً على السعودية، من دون حصول قطيعة معها، فإنه سيضر بصورة ولي العهد محمد بن سلمان.

الحريري اضطر مرغماً للسير بالتسوية بسبب إنقطاع الأوكسيجين السعودي عنه وعن شركته التي وصلت إلى الإفلاس، بعد عدم دفع المستحقات العائدة لها منذ العام 2009. ويقدّر هؤلاء أن رسائل الحريري وصلت، وقد تلقى ربما إتصالاً وُعد فيه بإعادة وقف التصعيد، وإمكانية البحث في كيفية دفع أمواله. وهذا ما دفعه إلى تأجيل المقابلة.

ثمة من يعتبر أن الحريري كان يفترض أن يكون محتجزاً في الريتز كارلتون. لكن، من موقعه كرئيس لحكومة لبنان استطاع تجنب ذلك، بعدما نجحت المساعي الدولية في إطلاقه وخروجه بصورة المنتصر. وتماماً كما يتفاوض بن سلمان مع أمراء الريتز لكي يتنازلوا عن ثرواتهم مقابل إطلاق سراحهم، فإن هذا التفاوض كان سيحصل مع الحريري من موقع آخر، خارج الريتز وخارج السعودية. إلا أن الحريري نجح في أن يقلب موقعه من متهم إلى مطالب بحقه عن طريق الرسائل.

المصدر : منير الربيع – المدن

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى