على الفقراء تأجيل امراضهم… والا الموت مصيرهم

ايها المواطن الفقير احذر المرض نهاية العام،ويا نساء لبنان اياكن الولادة نهاية العام..
لا يزال المواطن اللبناني يحلم بدولة العدالة الاجتماعية،وبدولة القانون والمؤسسات، وقد عول اللبنانيون على العهد الجديد الذي رفع شعار الاصلاح والتغيير.
المواطن اللبناني عامة والشمالي خاصة هاجسه في ظل الظروف الاجتماعية السائدة في البلاد ثلاث قضايا اساسية تشكل الهم اليومي لذوي الدخل المحدود وللفقراء لا سيما في مناطق الشمال حيث تكثر احزمة البؤس ودون مبالغة.
القضايا الثلاث هي: الطبابة والاستشفاء،التربية والتعليم، ولقمة العيش الكريمة.
ماذا تحقق من هذه القضايا حتى الآن؟

اخطر هذه الملفات واكثرها تماسا مع المواطن الفقير هو ملف الاستشفاء والطبابة التي يفترض بوزارة الصحة أن تؤمنها دون وساطات وبشكل اوتوماتيكي لا يحتاج فيه المريض الى «رحلة ابن بطوطة» بين الشمال وبيروت ومع وساطات النافذين من نواب او سياسيين لتأمين موافقة وزارة الصحة هذا اذا حصلت الموافقة خاصة في نهاية العام.

هذا ما يقوله بعض المرضى الذين فوجئوا بان الاستشفاء والطبابة على نفقة وزارة الصحة في نهاية العام توقف في المستشفيات وعلى المرضى تأجيل امراضهم او على الولادات أن تؤجل موعد ولادتها الى العام الجديد ريثما يتم تجديد عقود المستشفيات مع وزارة الصحة وبذلك اقفلت المستشفيات ابوابها امام مرضى وزارة الصحة الفقراء وذوي الدخل المحدود والى العام الجديد.

هذا ما حصل مع احدى السيدات من ذوي الدخل المحدود حيث رفضت ادارة احدى المستشفيات تحويل السيدة التي حان موعد ولادتها قبل رأس السنة باسبوع الى ملف وزارة الصحة وطلبت مبلغ الف وثماني مئة دولار اميركي يسدد لدى الصندوق نفقة عملية قيصرية لان موازنة وزارة الصحة انفقت بكاملها وما على المريضة الا أن تندب حظها الذي وضعها في موعد نهاية العام،ومثل هذه السيدات عشرات المرضى الذين عليهم أن يؤجلوا مرضهم الى العام الجديد.
وساطات عدة بذلت لدى مكتب وزير الصحة ولدى مستشاريه لكن دون جواب او نتيجة تذكر… لم تنفع كل الوساطات… لعل المريضة او المريض ليست من دائرة انتخابية يستفاد منها في الموسم الانتخابي المقبل.
وحسب الذين تمت مراجعتهم ان وزارة الصحة توقف الاستشفاء والطبابة على نفقتها نهاية العام الى حين تجديد العقود مع المستشفيات التي تقفل ابوابها امام مرضى وزارة الصحة بحجة ان الموازنة الوزارية المقررة قد انفقت خلال العام وعلى المرضى تسديد المبالغ المتوجبة عليهم الى الصندوق..

بعض العائلات اشارت الى ان المبالغ التي تترتب على مرضاهم تتجاوز امكانيات العائلات الميسورة فكيف بالعائلات الفقيرة المعدمة ؟؟ وهل يحرم على الفقير الطبابة والاستشفاء وكتب عليه الموت عند ابواب المستشفيات؟؟وما هو دور وزارة الصحة التي تفضل الروتين الاداري وتطلب من المرضى المحتاجين الى حين اقرار العقود الجديدة والموازنة للمستشفيات؟

مواطن صاحب تجربة في هذا الاطار قال ان وزراء الصحة السابقين الذين تعاقبوا على هذه الوزارة كانت صحة المريض لديهم فوق كل اعتبار وفوق كل الروتين الاداري لان المرض لا ينتظر ويقتضي استقبال اي مريض على نفقة وزارة الصحة دون وساطة سياسية لان حق اي مواطن الاستشفاء والطبابة الرسمية على نفقة وزارة الصحة،لا سيما ان هناك مرضى لا يمكنهم الانتظار اسابيع ريثما يتم اقرار موازنة وعقود جديدة وهناك سيدات حان موعد ولادتها قيصريا ولا يمكن تأجيل الولادة… غير ان الفقير في هذه البلاد لا يزال مهمشا كما مناطق شمالية عديدة مهمشة الى اليوم.

المصدر : جهاد نافع – الديار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى