“نيويورك تايمز” تكشف عرض بن سلمان لعباس.. أبو ديس عاصمة لفلسطين
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تفاصيل المحادثة السرية التي دارت بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال “الرحلة الغامضة” التي قام بها الشهر الفائت إلى الرياض والتي تناولت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، ناقلةً عن مسؤولين فلسطينيين وعرب وأوروبيين اطلعوا على هذه المشاورات قولهم إنّ بن سلمان تقدّم بخطة ترجح كفة الإسرائيليين مقارنة مع الخطط الأخرى التي تبنّتها الحكومات الأميركية السابقة.
وبموجب المقترح السعودي، سيحصل الفلسطينيون على دولة خاصة بهم لا تشمل سوى أجزاء غير متجاورة من الضفة الغربية، وسيتمتعون بسيادة محدودة على أراضيهم، على ألا يتم المساس بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حسب ما أوضحت الصحيفة، كاشفة أنّ أبو ديس، إحدى ضواحي القدس الشرقية، اقتُرحت لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية، ولافتةً إلى أنّ حق العودة لن يُمنح للفلسطينيين، من لاجئين ومتحدّرين.
وكشفت الصحيفة أنّ بن سلمان أخبر عباس أنّه سيتم الضغط عليه للاستقالة وبالتالي إفساح المجال لوصول آخر إلى سدة الرئاسة يقبل بشروط الخطة، إذا ما رفضها، وذلك على حدّ ما نقلت عن مسؤولين فلسطينيين من حركتيْ “فتح” و”حماس” ومسؤول لبناني بارز وآخرين اطلعوا على مجريات اللقاء بين عباس وبن سلمان.
في السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤول لبناني بارز إنّ عباس أُعطي مهلة شهرين للقبول بالصفقة قبل الضغط عليه لتقديم استقالته، ونقلت عن عدد من المسؤولين قولهم إنّ بن سلمان عرض زيادة الدعم المادي للفلسطينيين بشكل كبير وتحدّث عن إمكانية دفع مبلغ مالي لعباس مباشرة، إلاّ أنّه رفضه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني في لبنان قوله إنّ السعوديين عرضوا إمكانية تعويض الفلسطينيين عن خسارة الضفة الغربية عبر إضافة أراضٍ من شبه جزيرة سيناء إلى غزة، مستدركةً بأنّ مسؤولاً غربياً أكّد أنّ مصر رفضت هذه الفكرة.
وفيما قالت الصحيفة إنّ لقاء عباس وبن سلمان جاء بعد مرور أقل من أسبوعين على لقائه جاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب، في الرياض حيث تمت مناقشة خطة السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، أكّدت أنّ المقترح فاجأ مسؤولين عرباً وغربيين على السواء.
وأضافت الصحيفة إنّ عدداً كبيراً من المطلعين على تفاصيل المحادثة التي دارت بين عباس وبن سلمان، بمن فيهم مسؤول كبير في “حماس” وأحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست وعدد من المسؤولين الغربيين ومسؤول كبير في “فتح” والمسؤولَين اللبنانيين، أكّدوا نقاط المقترح السعودي الذي عُرض على عباس، مشيرةً إلى أنّ بعض حلفاء الولايات المتحدة المقربين، وعلى رأسهم فرنسا، أعربوا عن قلقهم وينتظرون توضيحات من البيت الأبيض.
من جهته، وصف المتحدّث بإسم عباس، نبيل أبو ردينة، ما يشاع عن لقاء الرياض والمقترح السعودي بـ”الأخبار الكاذبة” و”العارية عن الصحة”، مشدّداً على أنّ الفلسطينيين ما زالوا ينتظرون مقترحاً رسمياً من الولايات المتحدة.
من ناحيته، نفى البيت الأبيض أنّ تكون التفاصيل المتداولة تشكل جزءاً من خطة السلام الفلسطينية الإسرائيلية، مؤكّداً أنّ اللمسات النهائية على الخطة الأولية للسلام لن توضع قبل أسابيع.
أما بالنسبة إلى السعودية، فنفت دعمها لهذه المواقف، إذ قال الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، في رسالة إلكترونية للصحيفة: “ما زالت المملكة ملتزمة بالتسوية بناء على مبادرة السلام العربية التي أُطلقت في العام 2002، والتي تشمل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية بناء على حدود العام 1967. وكل ما يُشاع عكس ذلك خاطئ”.
(ترجمة “لبنان 24” – NYT)