الرومانسية في أبهى حللها أصابتها كوما الأسعار.. وداعًا للتوليب والأوركيديه في ظل جنون الدولار

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

إن كنتم تظنون أن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها شملت بنكبتها الطعام واللباس فقط فأنتم مخطئون… كثيرة هي العادات التي تخلينا عنها والحاجات التي حوّلناها إلى كماليات يمكن الاستغناء عنها… لكن الرومانسية في أبهى حللها أصابتها “كوما” الأسعار.

فبالوردة الحمراء كان التلميح الأول إلى مشاعر الحب بين عاشقين، وبالصفراء كان يعبّر عن غيرته عليها… اما التوليب فكان رمز العشق السرمديّ، والتعبير الأرقى عن المشاعر… كلّ ذلك تحوّل إلى ماض جميل، بعدما كوى ارتفاع سعر صرف الدولار، الاسعار، لتتحوّل بعض الأزهار والشتول إلى حلم.

جولة سريعة على بعض المشاتل، يجعلكم تدركون كم ان هذا القطاع يعاني، فكثيرة هي الازهار كما الأشجار التي يتم استيرادها، وبالتالي يدفع ثمنها بالدولار، ما يجعل سعرها باهظا للغاية، في بلد يعاني أهله من شتى الأزمات… ما يجعل الطلب على هذه الكماليات ضئيلا لدرجة كبيرة.

يروي صاحب أحد المشاتل في جبيل لموقعنا أن سوق الطلب على الزهور تراجع بشكل خياليّ، باستثناء قلة من الذين لديهم عشق للزهور، فلا يتوانون عن الشراء حتى لو ارتفع سعرها، ولو بكميات أقل.

ويضيف: “نحن بالتأكيد من أكثر القطاعات التي تعاني نتيجة الوضع في البلد، حتى أننا توقفنا عن شراء بعض الانواع من الزهور بسبب سعرها الباهظ، مثل الأوركيديه، التي كانت تباع سابقا بحوالى 30 ألف ليرة، وبات سعرها اليوم 250 ألفا، ناهيك عن أنواع اخرى، نذكر أيضا على سبيل المثال زهرة البيفوان”.

كذلك، فقد لفت إلى ان جائحة كورونا زادت الطين بلّة، وتركت تداعيات سيئة للغاية على القطاع، حيث اضطروا في كثير من الأحيان إلى الإقفال، وتكبدوا خسائر كبيرة، كما أنها حرمتهم من تنظيم معارض الربيع في السنتين الماضيتين والتي كانت تدرّ عليهم أرباحا كبيرة.

الأثر الأكبر لمسه التجار في عيد العشاق كما في عيد الأم، حينما اكتفى كثر بشراء وردة واحدة بدلا من باقة، حيث أن سعر دزينة الورود كانت تباع سابقا بحوالى 25 ألف ليرة، أما اليوم، فباتت بحوالى 120 ألف ليرة، هذا إذا لم ننسقها مع أزهار أخرى، فترتفع القيمة تدريجا.

وامام ما تقدّم، اعتنوا بشتولكم جيّدا، ارووها بانتظام واهتموا بها، لأنكم قد تحرمون من شراء غيرها، إذا ما اشتدت الأزمة سوءا… وللجنس اللطيف كلمة: تفهّميه إذا اكتفى بالتعبير الشفهيّ، فالرومانسية باتت مكلفة جدا… أما إذا أتاك الحبيب بباقة، فكوني على ثقة أنه: إما عاشق رومانسي، أو أنه يتقاضي راتبه بالدولار… وربما الاثنين معا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى