أتذكرون ‘طبيب الغلابة’؟ عيادته بمصر تفتح من جديد

بعد شهور من وفاته، قرر طبيب مصري إعادة افتتاح عيادة الدكتور محمد مشالي، طبيب الغلابة الراحل في مدينة طنطا بمحافظة الغربية شمال مصر، والتي كان يعالج فيها مرضاه بسعر زهيد لا يتجاوز 10 جنيهات.

وأعلن الدكتور حسني سعد قطب، استشاري جراحات وأمراض الكبد بمستشفى المنشاوي العام في طنطا، فتح عيادة الدكتور محمد مشالي بعد الاتفاق مع أسرة الطبيب الراحل على ذلك، على ألا تتجاوز قيمة الكشف 15 جنيها (ما يعادل دولارا واحدا) لجميع المترددين على العيادة من المرضى والفقراء.

وقال الطبيب لـ”العربية.نت” إنه كإنسان أولا وطبيب ثانيا يرفض إغلاق العيادة التي كانت بابا للأمل لعلاج الفقراء، وطاقة نور لتخفيف أوجاعهم وآلامهم، في ظل ارتفاع أجور الفحوصات، وانتشار وباء كورونا، مؤكدا أنه اتفق مع الأسرة على افتتاح العيادة لاستكمال مسيرة الطبيب الراحل.

وقال إنه قرر العمل على فترتين في العيادة لاستقبال المرضى والفقراء، خاصة أنه أحيل للتقاعد من عمله الحكومي ولديه الوقت الكافي الذي سيخصصه للمرضى، مشيرا إلى أنه سيعمل طيلة أيام الأسبوع لتقديم الخدمة الطبية، والتي كان يقدمها الدكتور محمد مشالي، بعد تجديد العيادة وتجهيزها بالمعدات والأدوات اللازمة وسيخصص وقتا بسيطا لعيادته الخاصة الأخرى في طنطا.

وكان الموت قد غيّب الدكتور محمد مشالي المعروف في مصر بـ”طبيب الغلابة”، في 28 يوليو الماضي، إثر هبوط مفاجئ في الدورة الدموية.

وُلد “طبيب الغلابة” الراحل في إحدى قرى محافظة البحيرة عام 1944، وتخرج في كلية طب القاهرة عام 1967، ونجح في أن يسجل اسمه بحروف من نور في قلوب المصريين بعد أن أفنى حياته في خدمة الفقراء.

تدرج “طبيب الغلابة” في المناصب داخل مستشفيات محافظة الغربية، وخصص عياداته لعلاج الفقراء والمرضى، وفي أحد تصريحاته قال إنه قرر أن يهب نفسه لخدمة الفقراء وعلاجهم، مضيفا أنه من أسرة فقيرة ومتواضعة، ونظرا لما عاناه وأشقاؤه فهذا ما جعله يشعر بمعاناة الفقراء.

وكشف الطبيب الراحل، في مقابلة تلفزيونية، أنه يبدأ يومه بالاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا، ثم يتوجه لعيادته ويظل بها حتى أذان المغرب، ثم يعود لمنزله، وبعدها يتوجه للعيادتين الأخريين بقريتين مجاورتين لطنطا لتوقيع الكشف الطبي على أبناء القريتين، مشددا على أن سعر الكشف في العيادتين 5 جنيهات فقط.

وكانت كلمات الطبيب الراحل الأكثر تأثيرا: “نشأت فقيرًا وساندويتش الفول والطعمية يكفيني، ولا أريد أن أرتدي ملابس بآلاف الجنيهات أو أستقل سيارة طولها 10 أمتار”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى