أموال المودعين… تحت رحمة الهندسات المالية… ولا حكومة في الأجواء

لازالت الغيوم ملبدة فوق الأجواء السياسية مع رؤية سوداوية يشوبها انقشاعٌ بالرؤية بين فترة وأخرى من خلال بعض الإتصالات خلال فترة النهار وزيارات للصرح البطريركي وشتوية بإمتياز لأعالي اللقلوق حيث استقبل الوزير باسيل السفيرة الفرنسية في أجواء دافئة ربما توحي بتخفيف العزلة الدولية المفروضة عليه جراء العقوبات الأميركية .

في الشأن الحكومي يستمرُ الجدال بين القوى السياسية من أجل التشكيل، وفي معلومات خاصة لـ «الديار» فإن مصدراً دبلوماسياً قال إن المساعي الإماراتيّة مع السعودية حول تشكيل الحكومة اللبنانية جارية على قدمٍ وساق بناءً على رغبة الرئيس إيمانويل ماكرون، رغم الحديث المستمر عن ضرورة نجاح المبادرة الفرنسية التي تحظى بدعمٍ روسيٍ وإيراني . في هذه الأثناء يستمرُ إرتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة مع إرتفاعٍ جنوني في أسعار السلع الغذائية والمنتجات الأساسية وارتفاع سعر صفيحة البنزين، وهذا ما يشيرُ الى عودة الحراك في بعض النقابات، وكان قد عقِد اجتماعٌ بعيد عن الأضواء بين الوزارات المعنية بالسلع الأساسية المدعومة وبين قيادات نقابية عمالية، للتشاور حول كيفية إخراج وتظهير قرارات رفع الدعم.

ومع إرتفاع مستوى التوتر الكبير في المنطقة ولبنان وزيادة منسوب انهيار الإقتصاد فقد أفاد مصدر خاص لـ «الديار » أن المصارف اللبنانية باشرت بإقفال حسابات لفرنسيين مقيمين في لبنان في خطوة (مستغربة) كما تقوم هذه المصارف بحثّ كبار موديعها لسحب أموالهم بموجب شيكات مصرفية بحيث أن هذه المصارف لم تعد بحاجة الى ودائعهم.

وأضاف المصدر نفسه أن بعض المصارف ترفض إيداع شيكات مصرفية مسحوبة من مصارف أخرى في حسابات عملائها، وأنها تقوم إستنادا الى تعاميم حاكم مصرف لبنان بإعادة تقييم أصولها العقارية لزيادة رأس مالها. وتشكل المصارف والودائع وسحب أموال المودعين منذ أكثر من سنة بيضة القبان في ظل الصراع والسجال السياسي والعجز الاقتصادي والمالي والإنهيار الكبير في مختلف مؤسسات ودوائر الدولة .

على خطٍ آخر يعمل الرئيس سعد الحريري على التحضير لجولته الخارجية الثالثة منذ تكليفه تشكيل الحكومة وستشمل روسيا، التي كانت دخلت على الخط اللبناني من أجل حل الأزمة الحكومية . وتتحدث مصادر عن شمول زيارته لدول أخرى في جولته الثالثة، مثل بريطانيا والمانيا. فيما تروي أوساط ديبلوماسية، انّ الحريري وخلال محطاته الخارجية السابقة، ناقش بإسهاب الأزمة الحكومية .

من جهةٍ ثانية تجدّدت العروض في باريس حول إخراج فرنسي لجمع الحريري ب جبران باسيل، والعمل على تدوير الزوايا بين الفريقين، لكن الحريري يصرُ على رفض هذا اللقاء. ويرى الحريري أنّه لن يدخل في حوارات ثنائية مع اي طرف حزبي، بل فقط مع رئيس الجمهورية، مضيفاً أنّه واثق من أنّ هدف باسيل من الحوار الجانبي معه هو تأمين مستقبله الرئاسي وليس البحث في تشكيل حكومةٍ إنقاذية للبلاد، مكرراً أنّ باسيل يريد تأمين وصوله الى القصر الجمهوري «وهذا ما لم افعله».

مصدرٌ مقربٌ من الحريري أكد لـ«الديار» أنه يعملُ جاهداً من أجل تشكيل الحكومة وأن العقدة ما زالت عند الطرف المسيحي تحديداً مع التيار الوطني الحر، وتابع المصدر أن قوى سياسية من 8 آذار تدخلت لحل هذه العقدة لكن دون جدوى .

لا شكَّ أن الإستنزاف السياسي والمالي سيد الأمور ولعل ارتفاع منسوب الفوضى والعنف سيكون له الأثر الأكبر على انهيار الدولة بشكلٍ كلي وفعلي، فهل ستتحرك القوى الحاكمة من أجل مساعدة لبنان والبقاء عليه؟ أم أن بعضاً من هذه القوى قررت بيع الوطن عن سابق إصرارٍ وتصميم؟….

المصدر : فاطمة شكر – الديار

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى