إهمال المستشفيات في لبنان لا يحتمل المزيد من الصبر.. وهذه المرة طفلة السبعة أشهر ستدخل رحلة طويلة مع الوجع

تعريف المستشفى: مكان يدخل إليه المريض أكان طفلاً، راشداً،او عجوز.. ليتلقى العلاج المناسب والرعاية الصحية اللازمة من خلال طاقم طبي متخصص، فهو ليس مكان لمضاعفة المرض الى اثنين.. كبعض المستشفيات في لبنان: ادخل تعاني من مرض واحصل على الثاني مجاناً وأكثر ألماً!

هذا ما حصل مع جمانة جمول، الطفلة التي تبلغ من العمر 7 أشهر ونصف، ففي 25/ 9/ 2017 أصيبت بعوارض نقلت على اثرها الى احد المستشفيات في الجنوب، فتبين أنه فيروس يدعى “روتا”، وقد شفيت منه في غضون يومين، لكنها بقيت لمدة خمسة أيام في المستشفى نتيجة تقصير من الممرضات وإهمال إدارة المستشفى بمتابعة طاقم التمريض حسب ما أفادت والدتها لموقع بنت جبيل.اورغ، بسبب مصل بالقدم اليسرى نتج عنه ورم بقي لمدة ثلاثة أيام ربما لأنه وضع بطريقة خاطئة تزامناً مع وجود الجرح الذي سهل التقاط فيروس ليزيد الوضع سوءاً، وكان ذلك الورم واضحاً امام أعين والدتها التي بدورها طلبت لأكثر من مرة معالجة الأمر لأنه بدا غير طبيعي، علماً أن الممرض يجب أن يدرك حجم الورم الحاصل، فكان الرد أنه قدم الطفلة تتحمل المصل ولا داعٍ لأي اجراءات اضافية، وقبيل اخراجها من المستشفى وبعد إزالة المصل، كانت النتيجة إلتهاب حاد في الشرايين واكتفوا بوضع مرهم خارجي دون طلب من دكتور متخصص للكشف عليها، فمدى التساهل والتهاون بحجم ماحصل بدا جلياً.

تدهورت لاحقاً حالة قدم الطفلة، إلى أن وصل الإلتهاب إلى العمق ما استدعى تدخل طبيب جراح، وحسب ما أفادت الأم لموقع بنت جبيل.اورغ أن خوفها كان كبيراً من أن يصل الإلتهاب الى العظم ما يؤدي الى انتشار تسمم في جميع جسدها ، مضيفةً أنها وبعد التواصل مع عدة مستشفيات لنقلها لعدم توفر اماكن شاغرة، تم نقلها اخيراً الى احدى مستشفيات بيروت.

الجرثومة التي التقطها قدم الطفلة هي جرثومة خطرة وفق ما أفادت والدتها للموقع نقلاً عن الطبيب الجراح الذي كشف عليها مؤخراً، فحالياً تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة اضافة الى احمرار وورم في القدم وسخونة موضع الألم الذي يعد شكل من أشكال حروق الجلد من الدرجة الثانية نتيجة تفاعل دواء الالتهابات على موضع الجرح، وقد يتسبب هذا الشيء بإلتهاب حاد بالدم ومن الممكن أن يصل للعظام، وفي حال تطور قد يؤدي الى موت الأنسجة وبتر القدم في حال وصلت الحالة الى غرغرينا، فالعلاج دقيق ومزعج بالنسبة لطفلة في هذا العمر ويحتاج فترة زمنية قد تطول الى أربعة أسابيع، مع امكانية التدخل الجراحي اذا ما توسعت دائرة ما يشبه الحرق الذي حصل لترميم الجزء المتضرر.

وفي آخر اتصال اجري مع والدة الطفلة، أفادت أن الطفلة خضعت اليوم لعملية جراحية أزيل خلالها “القيح” أو ما يسمى بالعامية “العمل” وهي افرازات تميل الى الاصفرار تنتج عن التهابات حادة، وقد تم وضع انبوب في صدرها يعمل على تمرير المواد الغذائية الموجودة في المصل ودواء الالتهابات الى جميع الجسد لأنها تعرضت الى وخزات كثيرة من الابر فلم يعد يوجد مكان للمصل ولم يعد باستطاعتها تحمله على الطريقة المعتادة.

الطفلة جمانة ليست الحالة الأولى التي تعرضت لمثل هذا الإهمال، فعدة أطفال من قبلها تعرضوا لهذا نتيجة التصرف ذاته، ما يستدعي رقابة سريعة وعاجلة وضرورية في أقرب وقت ممكن، وتدخل سريع من إدارة المستشفيات للكشف ومتابعة الفريق التمريضي لديها، فحياة الأطفال ليست لعبة بيد كل من لا يملك قيمة للحياة، اليوم قد تنجو جمانة، ولكن غداً قد لا ينجو طفلاً آخر، فلتعمل إدارة المستشفيات كهذه على مراقبة تفادي الحالة المقبلة قبل حصولها.


بنت جبيل.اورغ

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى