ابن الـ8 سنوات أصيب بهذا المرض… يحقن نفسه بإرادة تتحدّى الألم…وهذا ما قاله والده زياد!

كان على أليكس بيضا ابن الـ 8 سنوات أن يختبر مرضه باكراً. وجد نفسه فجأة في دوامة أعراض لا يفهم معناها ودلالاتها. بدأ يعطش ويبوّل كثيراً ويخسر وزنه بشكل لافت. لم يكن أليكس يعرف ماذا يجري، لكن شكوك والدته بدأت تزيد يوماً بعد يوم حتى قررت إجراء فحص له. سجل الفحص الأول الذي قام به في الصيدلية نتيجة 490 لكن فحص الدم في اليوم التالي بدد كل الشكوك. 221 ليس رقماً بل نتيجة فحص السكري لأليكس.

هذا المرض المزمن الذي نسمع عنه كثيراً أصبح قريباً من ابن الثماني سنوات. ليس سهلاً عليه كما على عائلته ان يكتشفوا أن ابنهم الصغير يعاني مرض السكري من النوع الأول وان حياته ستسير بشكل مختلف ووفق قواعد وانظمة خاصة به. في هذه السطور سنعيش يوميات أليكس مع السكري وكيف نجح في التعايش معه برغم صغر سنه.

أكد زياد بيضا والد أليكس في حديثه لـ “النهار” أنه “كنتُ أرفض فكرة ان ابني يعاني السكري، كانت زوجتي تشك في الأمر بسبب الأعراض التي كان يعانيها أخيراً والتي تعرفت إليها من خلال مسلسل لبناني كان يعرض على احدى الشاشات. لم أكن آخذ الأعراض على محمل الجدّ، كنتُ اعتبرها مجرد فعل طبيعي نتيجة الشرب والحركة. لكن زوجتي لم تسمع مني وقررت ان تجري له فحصاً بعدما وجدت أليكس ضعيفاً، فهو يخسر وزنه بشكل لافت. هكذا توجهت زوجتي مع أليكس الى الصيدلية وأجرت له الفحص الأول وكانت النتيجة صادمة حيث كانت نسبة السكري لديه حوالى 490. إعتبرتُ ان ذلك بديهياً لأنه تناول بعض السكريات قبل إجراء الفحص. في اليوم التالي توجهت زوجتي مع أليكس الى المستشفى لإجراء فحص الدم والتأكد من النتيجة. صدرت النتائج بعد الظهر وتبين ان أليكس يعاني حقاً مرض السكري من النوع الأول”.
من الشك الى اليقين

هكذا انتقلت عائلة بيضا من مرحلة الشك الى اليقين، لم تعد الأرقام مجرد صدفة بل حقيقة عليها أن تتعايش معها طوال حياتها. وفق الوالد :”لم نكن نتوقع ذلك لكنه حدث فعلاً، لكن الصدمة الأكبر كانت في قدرة أليكس على تقبل الموضوع والتعايش معه بسرعة كبيرة. لقد فوجئنا حقاً بمدى وعي أليكس واستيعابه لمرضه وكيفية التعامل مع كل التفاصيل والقيود والعلاج”.

بعد أن دخل أليكس الى المستشفى لثلاثة أيام حتى خفّض السكري وحدّد العلاج، خرج أليكس طفلاً آخر، طفلاً قادراً على مواجهة السكري والتأقلم مع كل هذه المستجدات. برأي بيضا “لقد شرحنا له كما الطبيب تفاصيل هذا المرض المزمن، كان متفهماً وواعياً ومدركاً لكل ما نقوله. لا يطلب الحلويات او يبكي عندما يشعر بحرمانه من بعض المغريات، على العكس كان يعرف ما عليه تناوله وكيف. لم يُشعرنا يوماً ان مرضه أثر عليه. بعد عودتنا من المستشفى، تغيّرت الأمور، أصبح هناك قواعد جديدة على أليكس اتباعها وأهمها إجراء فحص السكري قبل تناول اي شيء”.
رحلته مع العلاج

4 حقن أنسولين على أليكس أن يقوم بها يومياً، يبدأ نهاره بفحص السكري قبل كل شيء ليتمّ على أساسه تحديد نسبة الأنسولين في الحقنة. يقول والده: “يعرف أليكس جيداً كيف يتعامل مع السكري، فإذا كان السكري مرتفعاً قليلاً يقوم بالرياضة وينتبه الى ما يأكله. لقد تعايشنا مع واقعه الجديد حتى شقيقه الأكبر (13 سنة) ينتبه اليه كثيراً وأحياناً يجري له الحقنة بنفسه”.

يتوجه أليكس كل 3 أشهر الى مركز الرعاية الدائمة لإجراء فحص المخزون واستلام حقن الأنسولين، كما يخضع لفحص عيون وأسنان مرة في السنة. الفحص اليويم أصبح جزءاً لا يتجزأ من يوميات أليكس، الحقن باتت بديلاً من الأنسولين الذي لا يفرزه جسمه. يتماشى مع نظام غذائي صحي ويمارس الرياضة والأهم انه يكمل حياته بشكل طبيعي. وكما يقول زياد “عندما عرفنا بحالته بدأنا نسمع قصصاً كثيرة من هنا وهناك، معتقدات يؤمن بها الناس للشفاء من السكري، لكن الطبيب كان صريحاً معنا وأكد لنا ان لا علاج إلا بالأنسولين”.

يقوم أليكس احياناً بالحقنة بنفسه، يفحص السكري 4 مرات يومياً، ويحاول المضي في حياته برغم قيوده الصحية. هكذا تعايش مع واقعه بسرعة، وأثبت للجميع ان السكري ليس سوى مرض مزمن يمكن التعايش معه شرط الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي والرياضي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى