اسرائيل ابلغت دولاً: لا نريد حرباً مع “حزب الله”!

كتب ياسر الحريري في صحيفة “الديار”: مرّ تعيين السفير اللبناني في سوريا بسلالة رئاسية وحكومية دون اعتراض، من الرئيس سعد الحريري الذي لا يعترف بالنظام في سوريا على المستوى السياسي الشخصي، كما وقع اي الحريري، الى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هذا التعيين، وفي هذا الشأن، يقول وزراء من كلا الطرفين في 8 و14 اذار ان النقاش لم يكن حول تعيين سفير في سوريا على الاطلاق ، بل جرى النقاش سابقاً على اسم السفير ومن يجري تعيينه، لكن لا نقاشات في اصل الموضوع، وهذه كانت نقطة ايجابية، من قبل الجميع.

يقول وزير الخارجية الاسبق عدنان منصور، انه عندما يعيّن مجلس الوزراء السفراء لا يحق لرئيس الحكومة الاعتراض، وافتعال ازمة سياسية، كون هناك تبادل ديبلوماسي بين لبنان وسوريا، ومن ثم هذا يدخل في اطار العلاقات بين الدول. وبذات الوقت يأخذ لبنان الرسمي لمحور لا يتلاءم مع سياسة النأي بالنفس.

اما بخصوص التهديدات الاسرائيلية والعقوبات الاميركية على حزب الله، فان تراجعات سجلت في الخطاب السياسي، وفي وتيرة هذه التهديدات، وهنا يشير وزير الخارجية السابق، الى انه بالنسبة للعقوبات هي دليل على ان رغبة كل من واشنطن وتل ابيب بعدم وقوع حرب ومواجهة مع حزب الله. كون استبدال، الحرب بعقوبات اقتصادية، ليس فقط على اشخاص ومؤسسات متهمة انها حزب الله او قريبة من حزب الله، بل على ايران.

يضيف الوزير منصور، ان العقوبات على ايران، وان اثرت عليها لكنها لم تمنعها من التطور العلمي والاقتصادي، وبنت قدراتها النووية السلمية، وكذلك لم تنمعها من دعم المقاومة، وانتهت ايضاً بتوقيع التفاهم مع القوى العالمية بينها واشنطن بمصادقة مجلس الامن.

اما بالنسبة للتهويل الاسرائيلي فالمعطيات وفق وزير الخارجية الاسبق، تشير الى ان حدة التراجع انتهت، وتل ابيب ابلغت الجميع انها ليست في صدد عدوان او حرب، وان المراجعات الدولية اكدت ان اسرائيل لا تريد الحرب.

وهذا امر طبيعي اذ لا تريد واشنطن وقبلها تل ابيب الحرب الآن، كما يشير الوزير عدنان منصور، لأن الجميع يرى وفي الطليعة تل ابيب وواشنطن، صعوبة تقدير النتائج، بل عدم معرفتها، واين ستؤول الامور، تماماً كما حدث عام 2006، حيث كان الحديث عن الشرق الاوسط الجديد، وانتهت الحرب بغير ما تريده واشنطن واسرائيل. فكيف والحال على ما هي عليه اليوم من تطورات جديدة، وامكانية دخول ساحات اخرى على خط المواجهة، التي من المتوقع ان لا تقتصر على لبنان وسوريا فحسب، وحينها تدخل اسرائيل في حسابات اخرى غير متوقعة.لكن هذا الامر لا يعني ان المقاومة في لبنان، مطمئنة الى الجانب الاسرائيلي، فالواضح انها في جهوزية كاملة لاي عدوان وتطور عسكري، رغم ان الوقائع والمعطيات الاميركية والدولية تشير الى ان لا حرب اسرائيلية قريبة في المنطقة.

من هنا فان عقوبات ترامب وان كانت على ايران،او على افراد ومؤسسات في حزب الله، لا تقدم حلاً للاميركي، الا بأن يضبط اسرائيل، ويجعلها تُعيد الحسابات في لبنان والمنطقة…

(الديار)

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى